صفحة رقم ٦٥
في حق عبدالله بن أبي ابن سلول المنافق، وروي عن حصيف قال قلت لسعيد بن جبير من قذف مؤمنة يلعنه الله في الدنيا والآخرة قال ذاك لعائشة وأزواج النبيّ ( ﷺ ) خاصة دون سائر المؤمنات ليس في ذلك توبة ومن قذف امرأة مؤمنة فقد جعل الله له توبة ثم قرأ ) والذين يرمون المحصنات ( إلى قوله تابوا فجعل لهؤلاء توبة ولم يجعل لأولئك توبة وقيل بل لهم توبة أيضاً للآية ) يوم تشهد عليهم ألسنتهم ( هذا قبل أن يختم على أفواههم ) وأيديهم وأرجلهم ( يروي أنه يختم على الأفواه فتتكلم الأيدي والأرجل بما عملت في الدنيا وهو قوله ) بما كانوا يعملون يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق ( يعني جزاءهم الواجب وقيل حسابهم العدل ) ويعلمون أن الله هو الحق المبين ( يعني الموجود الظاهر الذي بقدرته وجود كل شيء وقيل معناه يبين لهم حقيقة ما كان يعدهم في الدنيا وقال ابن عباس وذلك أن عبدالله بن أبي ابن سلول كان يشك في الدين فيعلم يوم القيامة أن الله هو الحق المبين.
قوله عزّ وجلّ ) الخبيثات للخبيثين ( قال أكثر المفسرين معنى الخبيثات الكلمات والقول للخبيثين من الناس ومثله ) والخبيثون ( أي من الناس ) للخبيثات ( من القول ) والطيبات ( أي من القول ومعنى الآية أن الخبيث من القول لا يليق إلا بالخبيث من الناس.
والطيب من القول لا يليق إلا بالطيب من الناس وعائشة لا يليق بها.
الخبيث من القول لأنها طيبة فيضاف إليها طيب القول من الثناء والمدح وما يليق بها وقيل معناه لا يتكلم بالخبيث إلى الخبيث من الرجال والنساء وهذا ذم للذين قذفوا عائشة ولا يتكلم بالطيب من القول إلا الطيب من الرجال والنساء.
وهذا مدح للذين يرونها بالطاهر والمدح لها وقيل معنى الآية الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء أمثال عبدالله بن أبي المنافق والشاكين في الدين والطيبات من النساء ) للطيبين والطيبون للطيبات ( يريد عائشة طيبها الله لرسوله ( ﷺ ) ) أولئك مبرؤون ( يعني عائشة وصفوان ذكرهما الله بلفظ الجمع منزهون ) مما يقولون ( يعني أصحاب الإفك ) لهم مغفرة ( أي عفو لذنوبهم ) ورزق كريم ( يعني الجنة روي أنّ عائشة كانت تفتخر بأشياء أعطيتها لم تعطها امرأة غيرها منها أن جبريل عليه السلام أتى بصورتها في سرفة حرير وقال هذه : زوجتك.
وروي أنه أتى بصورتها في راحته.
ومنها أن النبيّ ( ﷺ ) لم يتزوج بكراً غيرها وقبض رسول الله ( ﷺ ) في حجرها وفي يومها ودفن في بيتها وكان ينزل عليه الوحي وهي معه في اللحاف ونزلت براءتها من السماء وأنها ابنة الصديق وخليفة رسول الله ( ﷺ ) وخلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقاً كريماً.
وكان مسروق إذا حدث عن عائشة يقول