صفحة رقم ٨٣
صلاته وتسبيحه، وقيل : معناه إن كل مصل ومسبح علم الله صلاته وتسبيحه وقيل معناه كل مصل ومسبح منهم قد علم صلاة نفسه وتسبيحه ) والله عليم بما يفعلون ولله ملك السموات والأرض ( أي إن جميع الموجودات ملكه وفي تصرفه وعنه نشأت ومنه بدأت فهو واجد الوجود وقيل معناه أن خزائن المطر والرزق بيده ولا يملكها أحد سواه ) وإلى الله المصير ( أي وإلى الله مرجع العباد بعد الموت.
قوله تعالى ) ألم تر أن الله يزجي ( أي يسوق ) سحاباً ( بأمره إلى حيث يشاء من أرضه وبلاده ) ثم يؤلف بينه ( أي يجمع بين قطع السحاب المتفرقة بعضها إلى بعض ) ثم يجعله ركاماً ( أي متراكماً بعضه فوق بعض ) فترى الودق ( أي المطر ) يخرج من خلاله ( أي من وسطه وهو مخارج القطر ) وينزل من السماء من جبال فيها من برد ( قيل معناه وينزل من جبال من السماء وتلك الجبال من برد.
قال ابن عباس : أخبر الله أن في السماء جبالاً من برد وقيل معناه وينزل من السماء مقدار جبال في الكثرة من برد.
فإن قلت : ما الفرق بين من الأولى والثانية والثالثة.
قلت : من الأولى لابتداء الغاية لأن ابتداء الإنزال من السماء للتبعيض لأن ما ينزله الله بعض تلك الجبال التي في السماء، والثالثة للتجنيس لأن تلك الجبال من جنس البرد ) فيصيب به ( أي البرد ) من يشاء ( فيهلكه وأمواله ) ويصرفه عمن يشاء ( أي فلا يضره ) يكاد سنا برقه ( أي ضوء برق السحاب ) يذهب بالأبصار ( أي من شدة ضوئه وبريقه ) يقلب الله الليل والنهار ( أي يصرفهما في اختلافهما وتعاقبهما فيأتي بالليل ويذهب بالنهار ويأتي بالنهار ويذهب بالليل
( ق ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) قال الله تعالى ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمن أقلب الليل والنهار ) معنى هذا الحديث : أن العرب كانوا يقولون عند النوازل والشدائد أصابنا الدهر ويذمونه في أشعارهم فقيل لهم : لا تسبوا الدهر فإن فاعل ذلك هو الله عز وجل والدهر مصرف تقع فيه التأثيرات كما تقع بكم، وقوله تعالى ) إن في ذلك ( أي الذي ذكر من هذه الأشياء ) لعبرة لأولي الأبصار ( أي دلالة لأهل العقول والبصائر على قدرة الله وتوحيده.
قوله عز وجل ) والله خلق كل دابة من ماء ( أي