صفحة رقم ٩١
من غير أن تتزودوا وتحملوا ) ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً ( نزلت في بني ليث بن عمرو، وهم حي من كنانة كان الرجل منهم لا يأكل وحده حتى يجد ضيفاً يأكل معه فربما قعد الرجل والطعام بين يديه من الصباح إلى الرواح، ربما كانت معه الإبل الحفل فلا يشرب من ألبانها حتى يأتي من يشاربه، فإذا أمسى ولم يجد أحداً أكل وقال ابن عباس : كان الغني يدخل على الفقير من ذوي قرابته وصداقته فيدعوه إلى طعامه فيقول : والله إني لأجنح أي أتحرج أن آكل معك، وأنا غني وأنت فقير فنزلت هذه الآية وقيل : نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا أنزل بهم ضيف إلا مع ضيفهم، فرخص لهم أن يأكلوا كيف شاؤوا جميعاً، أي مجتمعين أو أشتاتاً أي متفرقين ) فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم ( أي ليسلم بعضكم على بعض هذا في دخول الرجل بيت نفسه يسلم على أهله، ومن في بيته قال قتادة : إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك فهم أحق من سلمت عليه، وإذا دخلت بيتاً ليس في أحد فقل السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين السلام على أهل البيت ورحمة الله وبركاته، حدثنا أن الملائكة ترد عليه وقال ابن عباس إذا لم يكن في البيت أحد، فيلقل السلام علينا من ربنا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام على أهل البيت ورحمة الله وبركاته وعن ابن عباس في قوله تعالى :( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم ( قال : إذا دخلت المسجد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) تحية من عند الله مباركة طيبة ( قال ابن عباس حسنة جميلة وقيل ذكر البركة والطيب ها هنا لما فيه من الثواب والأجر ) كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون ( أي عن الله أمره ونهيه وآدابه.
النور :( ٦٢ - ٦٤ ) إنما المؤمنون الذين...
" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم " ( قوله عزّ وجلّ :( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه ( أي مع رسول الله ( ﷺ ) ) على أمر جامع ( أي يجمعهم من حرب أو صلاة حضرت، أو جمعة أو عيد أو جماعة أو تشاور في أمر نزل ) لم يذهبوا ( أي لم يتفرقوا عنه ولم ينصرفوا عما اجتمعوا له ) حتى يستأذنوه ( قال المفسرون ( كان رسول الله ( ﷺ ) إذا صعد المنبر يوم الجمعة، وأراد الرجل أن يخرج من المسجد لحاجة أو عذر لم يخرج حتى يقوم بحيال رسول الله ( ﷺ )، بحيث يراه فيعرف أنه إنما قام ليستأذن فيأذن