صفحة رقم ٩٣
ولا تعملوهن الكتابة وعلموهن الغزل وسورة النور ' أخرجه أبو عبد الله بن السبع في صحيحه والله سبحانه وتعالى أعلم
سورة الفرقان
تفسير سورة الفرقان مكية وهي سبع وسبعون آية وثمانمائة واثنتان وتسعون كلمة وثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثون حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الفرقان :( ١ - ٢ ) تبارك الذي نزل...
" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا " ( قوله عزّ وجلّ ) تبارك ( تفاعل من البركة قيل : معناه جاء لكل بركة وخير وقيل معناه تعظيم ) الذي نزل الفرقان ( أي القرآن سماه فرقاناً لأنه فرق بين الحق، والباطل والحلال والحرام وقيل لأنه نزل مفرقاً في أوقات كثيرة ولهذا قال نزل بالتشديد لتكثير التفريق ) على عبده ( يعني محمداً ( ﷺ ) ) ليكن للعالمين ( أي للإنس والجن ) نذيراً ( قيل هو القرآن وقيل النذير هو محمد ( ﷺ ) ) الذي له ملك السموات والأرض ( أي هو المتصرف فيهما كيف يشاء ) ولم يتخذ ولداً ( أي هو الفرد في وحدانيته، وفيه رد على النصارى ) ولم يكن له شريك في الملك ( يعني هو المنفرد بالإلهية، وفيه رد على الثنوية وعباد الأصنام ) وخلق كل شيء ( مما تطلق عليه صفة المخلوق ) فقدره تقديراً ( أي سواه هيأه لما يصلح له لا خلل فيه ولا تفاوت، وقيل : قدر كل شيء تقديراً من الأجل والرزق فجرت المقادير على ما خلق.
الفرقان :( ٣ - ٨ ) واتخذوا من دونه...
" واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا " ( قوله تعالى :( واتخذوا ( يعني عبدة الأوثان ) من دونه آلهة ( يعني الأصنام ) لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ( يعني دفع ضر ولا جر نفع ) ولا يملكون موتاً ( أي إماتة ) ولا حياة ( أي إحياء ) ولا نشوراً ( أي بعثاً بعد الموت ) وقال الذين كفروا ( يعني النصر بن الحارث وأصحابه ) إن هذا ( أي ما هذا القرآن ) إلا إفك ( أي كذب ) افتراه ( أي اختلقه محمد ( ﷺ ) ) وأعانه عليه قوم آخرين ( قيل : هم اليهود وقيل عبيد بن الخضر الحبشي الكاهن، وقيل جبر ويسار وعداس بن عبيد كانوا بمكة من أهل الكتاب، فزعم المشركون أن محمداً ( ﷺ ) يأخذ منهم قال الله تعالى ) فقد جاؤوا ( يعني قائلي هذه المقالة ) ظلماً وزوراً ( أي بظلم وزور، وهو تسميتهم كلام الله بالإفك والافتراء ) وقالوا أساطير الأولين اكتتبها ( يعني النضر بن الحارث كان يقول : إن هذا القرآن ليس من الله وإنما هو مما سطره الأولون