صفحة رقم ١١٤
أعجمياً يكنى أبا فكيهة فقال المشركون إنما يعلمه يسار فضربه سيده وقال إنك تعلم محمداً فقال هو والله يعلمني فأنزل الله تعالى هذه الآية ) قل ( يا محمد ) هو ( يعني القرآن ) للذين آمنوا هدى ( يعني من الضلالة ) وشفاء ( يعني لما في القلوب من مرض الشرك والشك وقيل شفاء من الأوجاع والأسقام ) والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ( يعني صموا عن استماع القرآن وعموا عنه فلا ينتفعون به ) أولئك ينادون من مكان بعيد ( يعني كما أن من دعي من مكان بعيد لم يسمع ولم يفهم كذلك هؤلاء في قلة انتفاعهم بما يوعظون به كأنهم ينادون من حيث لا يسمعون ) ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ( يعني فمصدق به ومكذب كما اختلف قومك في كتابك ) ولولا كلمة سبقت من ربك ( يعني في تأخير العذاب عن المكذبين بالقرآن ) لقضي بينهم ( يعني لفرغ من عذابهم وعجل إهلاكهم ) وإنهم لفي شك منه مريب ( يعني من كتابك وصدقك ) من عمل صالحاً فلنفسه ( يعني يعود نفع إيمانه وعمله لنفسه ) ومن أساء فعليها ( يعني ضرر إساءته أو كفره يعود على نفسه أيضاً ) وما ربك بظلام للعبيد ( يعني فيعذب غير المسيء.
قوله عز وجل :( إليه يرد علم الساعة ( يعني إذا سأل عنها سائل قيل له لا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله تعالى ولا سبيل للخلق إلى معرفة ذلك ) وما تخرج من ثمرات من أكمامها ( أي من أوعيتها، وقال ابن عباس : هو الكفرى قبل أن ينشق ) وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ( أي يعلم قدر أيام الحمل وساعاته ومتى يكون الوضع وذكر الحمل هو أم أنثى ومعنى الآية كما يرد إليه علم الساعة فكذلك يرد إليه علم ما يحدث من كل شيء كالثمار والنتاج وغيره.

فصلت :( ٤٨ - ٥٤ ) وضل عنهم ما...


" وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط " ( ) وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل ( أي يعبدون في الدنيا ) وظنوا ما لهم من محيص ( أي مهرب.
قوله تعالى :( لا يسأم الإنسان ( أي لا يمل الكافر ) من دعاء الخير ( يعني لا يزال يسأل ربه الخير وهو المال والغنى والصحة ) وإن مسه الشر ( أي الشدة والفقر ) فيؤوس ( أي من روح الله تعالى ) قنوط ( أي من رحمته ) ولئن أذقناه رحمة منا ( أي آتيناه


الصفحة التالية
Icon