صفحة رقم ١٢٨
الرجعة إلى الدنيا.
الشورى :( ٤٥ - ٤٩ ) وتراهم يعرضون عليها...
" وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور " ( ) وتراهم يعرضون عليها ( أي على النار ) خاشعين من الذل ( أي خاضعين متواضعين ) ينظرون من طرف خفي ( يعني يسارقون النظر إلى النار خوفاً منها وذلة في أنفسهم، وقيل ينظرون بطرف خفي أي ضعيف من الذل، وقيل ينظرون إلى النار بقلوبهم لأنهم يحشرون عمياً والنظر بالقلب خفي ) وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم ( يعني بأن صاروا إلى النار.
) وأهليهم يوم القيامة ( يعني وخسروا أهليهم بأن صاروا لغيرهم في الجنة ) ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل ( أي وصول إلى الحق في الدنيا والجنة في العقبى فقد استدت عليهم طرق الخير ) استجيبوا لربكم ( أي أجيبوا داعي الله يعني محمداً ( ﷺ ) ) من قبل من أن يأتي يوم لا مرد له من الله ( أي لا يقدر أحد على دفعه وهو يوم القيامة وقيل هو يوم الموت ) ما لكم من ملجأ يومئذ ( أي ما لكم من مخلص من العذاب وقيل من الموت ) وما لكم من نكير ( أي ينكر حالكم وقيل النكير الإنكار يعني لا تقدرون أن تنكروا من أعمالكم شيئاً ) فإن أعرضوا ( أي عن الإجابة ) فما أرسلناك عليهم حفيظاً ( أي تحفظ أعمالهم ) إن عليك إلا البلاغ ( أي ليس عليك إلا البلاغ وفيه تسلية للنبي ( ﷺ ) ) وإنا أذا أذقنا الإنسان منا رحمة ( قال ابن عباس : يعني الغنى والصحة ) فرح بها وإن تصبهم سيئة ( أي قحط ) ما قدمت أيديهم ( أي من الأعمال الخبيثة ) فإن الإنسان كفور ( أي لما تقدم من نعمة الله تعالى عليه.
قوله عز وجل :( لله ملك السموات والأرض ( يعني له التصرف فيهما بما يريد ) يخلق ما يشاء ( أي لا يقدر أحد أن يعترض عليه في ملكه وإرادته ) يهب لمن يشاء إناثاً ( أي فلا يولد له ذكر ) ويهب لمن يشاء الذكور ( أي فلا يولد له أنثى.
الشورى :( ٥٠ - ٥٣ ) أو يزوجهم ذكرانا...
" أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور " ( ) أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ( أي يجمع بينهما فيولد له الذكور والإناث ) ويجعل من يشاء عقيماً ( أي فلا يولد له ولد، وقيل هذا في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
فقوله يهب لمن يشاء إناثاً يعني لوطاً لم يولد له ذكر إنما ولد له ابنتان ويهب لمن يشاء الذكور يعني إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يولد له أنثى ) أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ( يعني محمداً ( ﷺ ) ولد له أربع بنين وأربع بنات ويجعل من يشاء عقيماً يعني يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام لم يولد لهما وهذا على وجه التمثيل وإلا فالآية عامة في جميع الناس ) إنه عليم ( أي بما يخلق ) قدير ( أي على ما يريد أن يخلق.
قوله تعالى :( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً (


الصفحة التالية
Icon