صفحة رقم ١٣٧
الآية فقال النبي ( ﷺ ) لا أسأل قد اكتفيت.
وهذا قول الزهري وسعيد بن جبير وابن زيد قالوا جمع له الرسل ليلة أسري به وأمر أن يسال فلم يشك ولم يسأل فعلى هذا القول قال بعضهم هذه الآية نزلت ببيت المقدس ليلة أسري بالنبي ( ﷺ ) وقال أكثر المفسرين معناه سل مؤمني أهل الكتاب الذين أرسلت إليهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هل جاءتهم الرسل إلا بالتوحيد وهو قول ابن عباس في أكثر الروايات عنه ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي والحسن ومقاتل ومعنى الأمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول ولا كتاب بعبادة غير الله عز وجل.
قوله تعالى :( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( أي يسخرون ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ( أي قرينتها التي قبلها ) وأخذناهم بالعذاب ( أي بالسنين والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس، فكانت هذه آيات ودلالات لموسى عليه الصلاة والسلام وعذاباً لهم وكانت كل واحدة أكبر من التي قبلها ) لعلهم يرجعون ( أي عن كفرهم ) وقالوا ( يعني لموسى عليه الصلاة والسلام لما عاينوا العذاب ) يا أيها الساحر ( أي العالم الكامل الحاذق وإنما قالوا ذلك له تعظيماً وتوقيراً لأن السحر كان عندهم علماً عظيماً وصنعة ممدوحة وقيل معناه يا أيها الذي غلبنا بسحره ) ادع لنا ربك بما عهد عندك ( أي بما أخبرتنا عن عهده إليك أنا إن آمنا كشف عنا العذاب فاسأله أن يكشفه عنا ) إننا لمهتدون ( أي لمؤمنون فدعا موسى ربه فكشف عنهم فلم يؤمنوا فذلك قوله سبحانه وتعالى :( فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( أي ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم.
الزخرف :( ٥١ - ٥٧ ) ونادى فرعون في...
" ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون " ( ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ( يعني أنهار النيل الكبار وكانت تجري تحت قصره وقيل معناه تجري بين يدي جناني وبساتيني، وقيل تجري بأمري ) أفلا تبصرون ( أي عظمتي وشدة ملكي ) أما أنا ( أي بل أنا ) خير ( وليس بحرف عطف على قول أكثر المفسرين وقيل فيه إضمار مجازه أفلا تبصرون أم تبصرون ثم ابتدأ فقال أنا خير ) من هذا الذي هو مهين ( أي ضعيف حقير يعني موسى ) ولا يكاد يبين ( أي يفصح بكلامه للثغته التي كانت في لسانه وإنما عابه بذلك لما كان عليه أولاً وقيل معناه ولا يكاد يبين حجته التي تدل على صدقه فيما يدعي ولم يرد به أنه لا قدرة له على الكلام ) فلولا ألقي عليه ( أي إن كان صادقاً ) أسورة من ذهب ( قيل إنهم


الصفحة التالية
Icon