صفحة رقم ١٤٢
إن كان للرحمن ولد وصح وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محال في نفسها فكان المعلق عليها محالاً مثلها ثم نزه نفسه عن الولد
الزخرف :( ٨٢ - ٨٩ ) سبحان رب السماوات...
" سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون " ( ) سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون ( أي عما يقولونه من الكذب ) فذرهم يخوضوا ( أي في باطلهم ) ويلعبوا ( أي في دنياهم ) حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( يعني يوم القيامة ) وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ( يعني هو الإله الذي يعبد في السماء وفي الأرض لا إله إلا هو ) وهو الحكيم ( يعني في تدبير خلقه ) العليم ( يعني بمصالحهم ) وتبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ( قيل سبب نزولها أن النضر بن الحارث ونفراً معه قالوا إن كان ما يقول محمد حقاً فنحن نتولى الملائكة فهم أحق بالشفاعة من محمد ( ﷺ ) فنزلت هذه الآية وأراد بالذين يدعون من دونه آلهتهم ثم استثنى عيسى وعزيراً والملائكة بقوله ) إلا من شهد بالحق ( لأنهم عبدوا من دون الله ولهم شفاعة وقيل المراد بالذين يدعون من دونه عيسى وعزير والملائكة فإن الله تعالى لا يملك لأحد من هؤلاء الشفاعة إلا لمن شهد بالحق وهي كلمة الإخلاص وهي لا إله إلا الله فمن شهدها بقلبه شفعوا له وهو قوله ) وهم يعلمون ( أي بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وقيل يعلمون أن الله عز وجل خلق عيسى وعزيراً والملائكة ويعلمون أنهم عباده ) ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ( يعني أنهم إذا أقروا بأن الله خالق العالم بأسره فكيف قدموا عبادة غيره ) فأنى يؤفكون ( يعني يصرفون عن عبادته إلى غيره ) وقيله يا رب ( يعني قوله محمد ( ﷺ ) شاكياً الله ربه يا رب ) إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ( قال ابن عباس : شكا إلى الله تعالى تخلف قومه عن الإيمان، وقال قتادة : هذا نبيكم يشكو قومه إلى ربه.
) فاصفح عنهم ( يعني أعرض عنهم وفي ضمنه منعه من أن يدعو عليهم بالعذاب ) وقل سلام ( معناه المتاركه وقيل معناه قل خيرا بدلا من شرهم ) فسوف يعلمون ( يعني عاقبة كفرهم وفيه تهديد لهم وقيل معناه يعلمون أنك صادق قال مقاتل نسختها آية السيف والله تعالى أعلم.