صفحة رقم ١٥٤
ليشهدوا لنا بصحة البعث ) قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ( يعني في ذلك اليوم يظهر خسران أصحاب الأباطيل وهم الكافرون يصيرون إلى النار.
الجاثية :( ٢٨ - ٣٢ ) وترى كل أمة...
" وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين " ( ) وترى كل أمة جاثية ( أي باركة على الركب وهي جلسة المخاصم بين يدي الحاكم ينتظر القضاء قال سلمان الفارسي إن في القيامة ساعة هي عشر سنين يخر الناس فيها جثاة على الركب حتى إبراهيم ينادي ربه لا أسألك إلا نفسي ) كل أمة تدعى إلى كتابها ( أي الذي فيه أعمالها ويقال لهم ) اليوم تجزون ما كنتم تعملون ( أي من خير وشر ) هذا كتابنا ( يعني ديوان الحفظة.
فإن قلت كيف أضاف الكتاب إليهم أولاً بقوله ) تدعى إلى كتابها ( وإليه ثانياً بقوله ) هذا كتابنا (.
قلت لا منافاة بينهما فإضافته إليهم لأنه كتاب أعمالهم وإضافته إليه لأنه تعالى هو آمر الحفظة بكتبه ) ينطق عليكم بالحق ( أي يشهد عليكم ببيان شاف كأنه ينطق وقيل المراد بالكتاب اللوح المحفوظ ) إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ( أي نأمر الملائكة بنسخ أعمالكم وكتابتها وإثباتها عليكم وقيل نستنسخ أي نأخذ نسخته وذلك أن الملكين يرفعان عمل الإنسان فيثبت الله منه ما كان له ثواب وعليه عقاب ويطرح منه اللغو نحو قولهم هلم واذهب، وقيل الاستنساخ من اللوح المحفوظ تنسخ الملائكة كل عام ما يكون من أعمال بني آدم والاستنساخ لا يكون إلا من أصل فينسخ كتاب من كتاب ) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ( أي جنته ) ذلك هو الفوز المبين ( أي الظفر الظاهر ) وأما الذين كفروا ( أي يقال لهم ) أفلم تكن آياتي تتلى عليكم ( يعني آيات القرآن ) فاستكبرتم ( أي عن الإيمان بها ) وكنتم قوماً مجرمين ( يعني كافرين منكرين قوله عز وجل :( وإذا قيل إن وعد الله حق ( أي البعث كائن ) والساعة لا ريب فيها ( أي لا شك في أنها كائنة ) قلتم ما ندري ما الساعة ( أي أنكرتموها وقلتم ) إن نظن إلا ظناً ( أي ما نعلم ذلك إلا حدساً وتوهماً ) وما نحن بمستيقنين ( أي إنها كائنة.
الجاثية :( ٣٣ - ٣٧ ) وبدا لهم سيئات...
" وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " ( ) وبدا لهم ( أي في الآخرة ) سيئات ما عملوا ( أي في الدنيا والمعنى بدا لهم جزاء سيئاتهم ) وحاق بهم ( أي نزل بهم ) ما كانوا به يستهزئون وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ( أي تركتم الإيمان والعمل للقاء هذا اليوم ) ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ( أي ما لكم من مانعين يمنعونكم من العذاب


الصفحة التالية
Icon