صفحة رقم ١٥٨
عند الله ) فآمن ( يعني الشاهد ) واستكبرتم ( أي عن الإيمان به والمعنى إذا كان الأمر كذلك أليس قد ظلمتم وتعديتم ) إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( واختلفوا في هذا الشاهد فقيل هو عبد الله بن سلام آمن بالنبي ( ﷺ ) وشهد بصحة نبوته واستكبر اليهود فلم يؤمنو يدل عليه ما روى عن أنس بن مالك قال :( بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي ( ﷺ ) المدينة وهو في أرض يخترف النخل فأتاه وقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله ( ﷺ ) أخبرني بهن آنفاً جبريل قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية ) من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك ( فقال رسول الله ( ﷺ ) : أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبقت كان الشبه لها قال أشهد أنك رسول الله ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت، فقال رسول الله ( ﷺ ) : أي رجل فيكم عبد الله بن سلام فقالوا أعلمنا وابن أعلمنا وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله ( ﷺ ) : أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك زاد في رواية فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه ) زاد في رواية ( فقال يعني عبد الله بن سلام هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله ) أخرجه البخاري في صحيحه
( ق ).
( عن سعد بن أبي وقاص قال ما سمعت النبي ( ﷺ ) يقول لحي يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قال وفيه نزلت وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) قال الراوي لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث وقيل الشاهد هو موسى بن عمران عليه السلام قال مسروق في هذه الآية والله ما نزلت في عبد الله بن سلام لأن آل حم نزلت بمكة وإنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة ونزلت الآية في محاجة كانت من رسول الله ( ﷺ ) لقومه ومثل القرآن التوراة