صفحة رقم ١٦٠
تعالى عنه وذلك أنه صحب النبي ( ﷺ ) وهو ابن ثمان عشرة سنة والنبي ( ﷺ ) ابن عشرين سنة في تجارة إلى الشام فنزلوا منزلاً فيه سدرة فقعد النبي ( ﷺ ) في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين فقال له الراهب من الرجل الذي في ظل السدرة فقال هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال الراهب : هذا والله نبي وما استظل تحتها بعد عيسى أحد إلا هذا وهو نبي آخر الزمان، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق النبي ( ﷺ ) في سفر ولا حضر، فلما بلغ رسول الله ( ﷺ ) أربعين سنة أكرمه الله تعالى بنبوته واختصه برسالته فآمن به أبو بكر وصدقه وهو ابن ثمان وثلاثين سنة فلما بلغ أربعين سنة دعا ربه عز وجل :( قال رب أوزعني ( أي ألهمني ) أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ( أي بالإيمان والهداية.
الأحقاف :( ١٦ - ١٧ ) أولئك الذين نتقبل...
" أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين " ( ) أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ( يعني أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا وكلها حسن فالأحسن بمعنى الحسن فيثيبهم عليها ويتجاوز عن سيئاتهم فلا يؤاخذهم بها ) في أصحاب الجنة ( أي مع أصحاب الجنة ) وعد الصدق ( يعني الذي وعدهم بأن يتقبل حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم ووعده صدق وقيل : وعدهم بأن يدخلهم الجنة ) الذي كانوا يوعدون ( يعني في الدنيا على لسان الرسول ( ﷺ ).
قوله تعالى :( والذي قال لوالديه ( يعني إذ دعواه إلى الإيمان بالله والإقرار بالبعث بعد الموت ) أفٍّ لكما ( وهي كلمة كراهية ) أتعدانني أن أخرج ( يعني من قبري حياً ) وقد خلت القرون من قبلي ( يعني فلم يبعث منهم أحد ) وهما يستغيثان الله ( يعني يستصرخان