صفحة رقم ١٧
النبي ( ﷺ ) في إنكار البعث وأتاه بعظم قد رم وبلي ففتته بيده وقال أترى يحيي الله هذا بعد ما رم فقال النبي ( ﷺ ) ( نعم ويبعثك ويدخلك النار ) فأنزل الله تعالى هذه الآيات ) وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه ( أي بدأ أمره ) قال من يحيي العظام وهي رميم ( أي بالية والمعنى وضرب لنا مثلاً في إنكار البعث بالعظم البالي حين فتته بيده وتعجب ممن يقول إن الله تعالى يحييه ونسي أول خلقه وأنه مخلوق من نطفة.
يس :( ٧٩ - ٨٣ ) قل يحييها الذي...
" قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون " ( ) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ( أي خلقها أول مرة وابتدأ خلقها ) وهو بكل خلق ( أي من الابتداء والإعادة ) عليم ( أي يعلم كيف يخلق لا يتعاظمه شيء من خلق المبدأ أو المعاد ) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً ( قال ابن عباس رضي الله عنهما هما شجرتان يقال لإحداهما المرخ بالراء والخاء المعجمة والأخرى العفار بالعين المهملة فمن أراد النار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهما خضراوان يقطر منهما الماء فيسحق المرخ على العفار فتخرج منهما النار بإذن الله تعالى، تقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار أي استكثر منها وذلك أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر ناراً وقال الحكماء في كل شجر نار إلا العناب ) فإذا أنتم منه توقدون ( أي تقدحون فتوقدون النار من ذلك الشجر ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال تعالى :( أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى ( أي هو القادر على ذلك ) وهو الخلاق ( يعني يخلق خلقاً بعد خلق ) العليم ( أي بجميع ما خلق ) إنما أمره إذا أراد شيئاً ( أي إحداث شيء وتكوينه ) أن يقول له كن ( أن يكونه من غير توقف ) فيكون ( أي فيحدث ويوجد لا محالة ) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ( أي هو مالك كل شيء والمتصرف فيه ) وإليه ترجعون ( أي تردون بعد الموت والله أعلم.
سورة الصافات
( تفسير سورة الصافات مكية )
وهي مائة واثنتان وثمانون آية وثمانمائة وستون كلمة وثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفاً.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الصافات :( ١ - ٦ ) والصافات صفا
" والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب " ( قوله عز وجل :( والصافات صفاً ( قال ابن عباس هم الملائكة يصفون كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة ( م ) عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ألا تصفون كما