صفحة رقم ١٧٥
معناه حتى تضع حربكم وقتالكم أوزار المشركين وقبائح أعمالهم بأن يسلموا.
ومعنى الآية : أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يدخل أهل الملل كلها في الإسلام ويكون الدين كله لله فلا يكون بعده جهاد ولا قتال وذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام وجاء في الحديث عن النبي ( ﷺ ) ( الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر متى الدجال ) )
محمد :( ٥ - ٧ ) سيهديهم ويصلح بالهم
" سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ( ) سيهديهم ( يعني أيام حياتهم في الدنيا إلى أرشد الأمور في الآخرة إلى الدرجات العلي ) ويصلح بالهم ( ويرضي أعمالهم ويقبلها ) ويدخلهم الجنة عرفها لهم ( يبين لهم منازلهم في الجنة حتى اهتدوا إلى مساكنهم لا يخطئونها ولا يستدلون عليها كأنهم ساكنوها منذ خلقوا فيكون المؤمن أهدى إلى درجته ومنزله وزوجته وخدمه منه إلى منزله وأهله في الدنيا هذا قول أكثر المفسرين.
ونقل عن ابن عباس عرفها لهم طيبها لهم من العرف وهو الريح الطيبة وطعام معرف أي مطيب.
قوله عز وجل :( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ( يعني تنصروا دين الله ورسوله وقيل : تنصروا أولياء الله وحزبه ) ينصركم ( يعني على عدوكم ) ويثبت أقدامكم ( يعني عند القتال وعلى الصراط.
محمد :( ٨ - ١٤ ) والذين كفروا فتعسا...
" والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم " ( ) والذين كفروا فتعساً لهم ( قال ابن عباس : يعني بعداً لهم.
وقال أبو العالية : سقوطاً لهم وقال الضحاك : خيبة لهم.
وقال ابن زيد : شقاء لهم.
وقيل : التعس في الدنيا العثرة وفي الآخرة التردي في النار.
يقال للعاثر : تعساً إذا دعوا عليه ولم يريدوا قيامه وضده لعا إذا دعوا له وأرادوا قيامه وفي هذا إشارة جليلة وهي أنه تعالى لما قال في حق المؤمنين ) ويثبت أقدامكم (، يعني في الحرب والقتال، كان من الجائز أن يتوهم متوهم أن الكافر أيضاً يصبر ويثبت قدمه في الحرب والقتال فأخبر الله تعالى أن لكم الثبات أيها المؤمنون ولهم العثار والزوال والهلاك وقال في حق المؤمنين بصيغة الوعد