صفحة رقم ١٧٩
في النفوس وقد قال الله تعالى : فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فكأن قائلاً قال متى يكون قيام الساعة فقال تعالى :( فقد جاء أشراطها ( قال المفسرون : من أشراط الساعة انشقاق القمر وبعثة رسول الله ( ﷺ )
( ق ).
عن سهل بن سعد قال :( رأيت رسول الله ( ﷺ ) قال بأصبعه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام وقال : بعثت أنا والساعة كهاتين وفي رواية قال بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بأصبعيه يمدهما )
( ق ) عن أنس قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( بعثت أنا والساعة كهاتين كفضل أحدهما على الأخرى وضم السبابة والوسطى وفي رواية قال بعثت في نفس الساعة فسبقتها كفضل هذه على الأخرى ) قيل معنى الحديث أن المراد أن ما بين مبعثه ( ﷺ ) وقيام الساعة شيء يسير كما بين الإصبعين في الطول وقيل هو إشارة إلى قرب المجاورة
( ق ) عن أنس قال عند قرب وفاته ألا أحدثكم حديثاً عن النبي ( ﷺ ) لا يحدثكم به أحد غيري سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( لا تقوم الساعة أو قال من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الزنى ويذهب الرجال ويبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم.
وفي رواية ويظهر الزنى ويقل الرجال ويكثر النساء )
( ق ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويبقى الشح ويكثر الهرج قالوا وما الهرج قال القتل وفي رواية : يرفع العلم ويثبت الجهل أو قال ويظهر الجهل )
( خ ) عن أبي هريرة قال :( بينا رسول الله ( ﷺ ) في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابي فقال متى الساعة فمضى رسول الله ( ﷺ ) في حديثه فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم : بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين السائل عن الساعة قال : ها أنا ذا يا رسول الله قال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال وكيف إضاعتها ؟ قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ).
وقوله تعالى :( فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ( يعني فمن أين لهم التذكر والاتعاظ والتوبة إذا جاءتهم الساعة بغتة.
وقيل : معناه كيف يكون حالهم إذا جاءتهم الساعة فلا تنفعهم الذكرى ولا تقبل منهم التوبة ولا يحتسب بالإيمان في ذلك الوقت ) فاعلم أنه لا إله إلا الله ( الخطاب للنبي ( ﷺ ).
وأورد على هذا أنه ( ﷺ ) كان عالماً بالله وأنه لا إله إلا هو فما فائدة هذا الأمر.
وأجيب عنه بأن معناه : دُمْ على ما أنت عليه من العلم.
فهو كقول القائل للجالس : اجلس أي دم على ما أنت عليه من الجلوس أو يكون معناه ازدد علماً إلى علمك.
وقيل : إن هذا الخطاب وإن كان للنبي ( ﷺ )، فالمراد به غيره من أمته.
قال أبو العالية وسفيان بن عيينة : هذا متصل بما قبله.
معناه : إذا جاءتهم فاعلم أنه لا ملجأ