صفحة رقم ١٨٠
ولا منجى ولا مفزع عند قيامها إلا إلى الله الذي لا إله إلا هو.
وقيل : معناه فاعلم أنه لا إله إلا الله وأن جميع الممالك تبطل عند قيامها فلا ملك ولا حكم لأحد إلا الله الذي لا إله إلا هو ) واستغفر لذنبك ( أمر الله عز وجل نبيه ( ﷺ ) بالاستغفار مع أنه مغفور له ليستنَّ به أمته وليقتدوا به في ذلك ( م ) عن الأغر المزني أغر مزينة قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر في اليوم مائة مرة وفي رواية قال : توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى ربي عز وجل مائة مرة في اليوم )
( خ ) عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة وفي رواية أكثر من سبعين مرة ) قوله : إنه ليغان على قلبي الغين التغطية والستر أي يلبس على قلبي ويغطي وسبب ذلك ما أطلعه عليه من أحوال أمته بعده فأحزنه ذلك حتى كان يستغفر لهم.
وقيل : إنه لما كان يشغله النظر في أمور المسلمين ومصالحهم حتى يرد أنه قد شغل بذلك وإن كان من أعظم طاعة وأشرف عبادة عن أرفع مقام مما هو فيه وهو التفرد بربه عز وجل وصفاء وقته معه وخلوص همه من كل شيء سواه فلهذا السبب كان ( ﷺ ) يستغفر الله فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين.
محمد :( ٢٠ - ٢٢ ) ويقول الذين آمنوا...
" ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " ( قوله تعالى :( ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة ( وذلك أن المؤمنين كانوا حراصاً على الجهاد في سبيل الله فقالوا : فهلا أنزلت سورة تأمرنا بالجهاد ؟ لكي نجاهد ) فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال ( قال مجاهد : كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي محكمة وهي أشد القرآن على المنافقين ) رأيت الذين في قلوبهم مرض ( يعني نفاقاً وهم المنافقون ) ينظرون إليك ( يعني شزراً وكراهية منهم للجهاد


الصفحة التالية
Icon