صفحة رقم ١٨٣
ومد لهم في العمر وقرىء وأملى لهم بفتح الألف واللام بمعنى وأملى لهم الشيطان بأن مد لهم في الأمل.
محمد :( ٢٧ - ٣٢ ) فكيف إذا توفتهم...
" فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم " ( ) فكيف إذا توفتهم الملائكة ( يعني فكيف يكون حالهم إذا توفتهم الملائكة ) يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك ( يعني ذلك الضرب ) بأنهم ( يعني بسبب أنهم ) اتبعوا ما أسخط الله ( يعني ترك الجهاد مع رسول الله ( ﷺ ) وقال ابن عباس : بما كتموا من التوراة وكفروا بمحمد ( ﷺ ) ) وكرهوا رضوانه ( يعني كرهوا ما فيه رضوان الله عز وجل وهو الإيمان والطاعة والجهاد مع رسول الله ( ﷺ ) ) فأحبط أعمالهم ( التي عملوها من أعمال البر لأنها لم تكن لله ولا بأمره ) أم حسب الذين في قلوبهم مرض ( أي شك ونفاق وهم المنافقون ) أن لن يخرج الله أضغانهم ( يعني يظهر أحقادهم على المؤمنين فيبديها حتى يعرف المؤمنون نفاقهم واحدها ضغن وهو الحقد الشديد.
وقال ابن عباس : حسدهم ) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ( لما قال تعالى :( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( فكأن قائلاً قال لمَ لمْ يخرج أضغانهم ويظهرها فأخبر تعالى أنه إنما أخر ذلك لمحض المشيئة لا لخوف منهم فقال تعالى :( ولو نشاء لأريناكهم ( لا مانع لنا من ذلك.
والإراءة بمعنى التعريف والعمل.
وقوله :( فلعرفتهم ( لزيادة فائدة وهي أن التعريف قد يطلق ولا يلزم منه المعرفة الحقيقية كما يقال : عرفته فلم يعرف فكان المعنى هنا عرفناكهم تعريفاً تعرفهم به ففيه إشارة إلى قوة ذلك التعريف الذي لا يقع معه اشتباه وقوله ) بسيماهم ( يعني بعلامتهم أي نجعل لك علامة تعرفهم بها.
قال أنس : ما خفي على رسول الله ( ﷺ ) بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين وكان يعرفهم بسيماهم ) ولتعرفنهم في لحن القول ( يعني في معنى القول وفحواه ومقصده وللحن معنيان صواب وخطأ صرف الكلام وإزالته عن التصريح إلى المعنى والتعريض وهذا محمود من حيث البلاغة ومنه قوله ( ﷺ ) :