صفحة رقم ١٨٦
بالمال فلا تعطوه ) ويخرج أضغانكم ( يعني بغضكم وعدواتكم لشدة محبتكم للأموال قال قتادة علم الله أن الإحفاء بمسألة الأموال مخرج للأضغان ) ها أنتم هؤلاء ( يعني أنتم يا هؤلاء المخاطبون الموصوفون ثم استانف وصفهم فقا لتعالى ) تدعون لتنفوقا في سبيل الله ( قيل يراد به النفقة يفي الجهاد والغزو وقيل المراد به إخراج الزكاة وجميع وجوه البر والكل في سبيل الله ) فمنكم من يبخل ( يعني بما فرض عليه إخراجه من الزكاة أوة ندب إلى انفاقه في وجوه البر ) ومن يبخل ( يعني بالصدقة وأداء الفريضة فلا يتعداه ضر بخله وهو قوله تعالى ) فإنما يبخل عن نفسه ( أي على نفسه ) والله الغني ( يعني عن صدقاتكم وطاعتكم لأنه الغني المطلق الذي له ملك السموات والأرض ) وأنتم الفقراء ( يعني إليه وإلى ما عنده من الخيرات والثواب في الدنيا وألاخرة ) وإن تتولوا ( يعني عن طاعة الله تعالى ةطاعة رسوله ( ﷺ ) وعن القيام بما أمركم به وألزمكم إياه ) ويستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ( يعني يكونون أطوع لله ورسوله ( ﷺ ) منكم قال الكلبي هم كندة والنخع من عرب اليمن وقال الحسن هم العجم وقال عكرمة هم فارس والروم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ' تلا رسول الله ( ﷺ ) هذه الآية وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم قالوا ومن يستبدل بنا قال فضرب رسول الله ( ﷺ ) على منكب سلمان ثن قال هذال وأصحابه ' وأخرجه الترمذي وقال حديث غريب وفي إسناده مقال وله رواية أخرى عن أبي هريرة قال ' قال ناس من أصحاب رسول ( ﷺ ) يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله عزوجل إن تولينا استبدلوا منا ثم لا يكونوا أمثالنا قال وكان سلمان بجنب رسول الله ( ﷺ ) فضرب رسول الله ( ﷺ ) فخذ سلمان فقال هذا وأصحابه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس ' ولهذا الحديث طرق في الصحيح ترد في سورة الجمعة إن شاء الله تعالى والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.
( تفسير سورة الفتح وهي مدنية )
( خ ) عن أسلم أن رسول الله ( ﷺ ) كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب كان يسير معه ليلا فسأله عمر عن شيء فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر ثكلتك أمك يا عمر كررت على على رسول الله ( ﷺ ) ثلاث مرات كل ذلك لا يجبيك فقال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت أما الناس وخشيت أن ينزل في قرآن فما لبثت أن سمعت صارخا يصرخ بي فقلت لقد خشيت أن يكون نزل فيؤء قرآن فجئت رسول الله ( ﷺ ) وسلم فسلمت عليه فقال لقد أنزل على الليلة سورة لهي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ' وأخرجه الترمذي وزاد فيه ' وكان في بعض أسفاره بالحديبية '
( ق ) عن أنس قال لما نزلت إنا فتحنا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر إلى قوله فوزا عظيما مرجعه من الحديبية وهم مخالطتهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدى بالحديبية ' وقال رسول الله ( ﷺ ) لقد أنزلت على آية هي أحب إلى من الدنيا جميعا


الصفحة التالية
Icon