صفحة رقم ١٩٥
الأعرج، والمريض.
وفي معنى الأعرج : الزمن المقعد والأقطع.
وفي معنى المريض : صاحب السعال الشديد والطحال الكبير.
والذين لا يقدرون على الكر والفر : فهذه أعذار مانعة من الجهاد ظاهرة ومن وراء ذلك أعذار أخر دون ما ذكر وهي : الفقر الذي لا يمكن صاحبه أن يستصحب معه ما يحتاج إليه من مصالح الجهاد والاشغال التي تعوق عن الجهاد كتمريض المريض الذي ليس له من قوم مقامه عليه ونحو ذلك وإنما قدم الأعمى على الأعرج، لأن عذر الأعمى مستمر لا يمكن الانتفاع به في حرس ولا غيره بخلاف الأعرج لأنه يمكن الانتفاع به في الحراسة ونحوها وقدم الأعرج على المريض لأن عذره أشد من عذر المريض لإمكان زوال المرض عن قريب ) ومن يطع الله ورسوله ( يعني في أمر الجهاد وغيره ) يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول ( يعني يعرض عن الساعة ويستمر على الكفر والنفاق ) يعذبه عذاباً أليماً ( يعني في الآخرة.
قوله عز وجل :( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك ( يعني بالحديبية على أن يناجزوا قريشاً ولا يفروا ) تحت الشجرة ( وكانت هذه الشجرة سمرة
( ق ) عن طارق بن عبد الرحمن قال انطلقت حاجاً، فمررت بقوم يصلون، فقلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله ( ﷺ ) بيعة الرضوان فأتيت ابن المسيب فأخبرته فقال سعيد : كان أبي ممن بايع تحت الشجرة قال : فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فعميت علينا فلم نقدر عليها.
قال سعيد : فأصحاب رسول الله ( ﷺ ) لم يعلموها وعلمتموها فأنتم أعلم فضحك.
وفي رواية، عن سعيد بن المسيب عن أبيه، قال : لقد رأيت الشجرة ثم أتيتها بعد عام فلم أعرفها، وروي أن عمر مر بذلك المكان بعد أن ذهبت الشجرة، فقال : أين كانت ؟ فجعل بعضهم يقول هاهنا وبغضهم يقول هاهنا فلما كثر اختلافهم قال : سيروا.
ذهبت الشجرة.
) خ ( عن ابن عمر قال رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها وكانت رحمة من الله تعالى ( م ) عن أبي الزبير، أنه سمع جابراً يسأل : كم كانوا يوم الحديبية ؟ قال : كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة فبايعناه جميعاً غير جد بن قيس الأنصاري اختفى تحت بطن بعيره.
زاد في رواية قال : بايعناه على أن لا نفر.
ولم نبايعه على الموت.
وأخرجه الترمذي عن جابر في قوله تعالى :( لقد رضي الله تعالى عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة (.
قال : بايعنا رسول الله ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon