صفحة رقم ٢١٥
ابن عباس : ليس بالذي ترون ولكنه سيما الإسلام وسجيته وسمته وخشوعه.
والمعنى : أن السجود أورثهم الخشوع والسمت الحسن يعرفون به وقيل هو صفوة الوجه من سهر الليل ويعرف ذلك في رجلين أحدهما سهر الليل في الصلاة والعبادة والآخر في اللهو واللعب فإذا أصبحا ظهر الفرق بينهما فيظهر في وجه المصلي نور وضياء وعلى وجه اللاعب ظلمة.
وقيل : هو أثر التراب على الجباه لأنهم كانوا يصلّون على التراب لا على الأثواب.
قال عطاء الخراساني : دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس ) ذلك مثلهم في التوراة ( يعني ذلك الذي ذكر صفتهم في التوراة وتم الكلام هاهنا ثم ابتدأ بذكر نعتهم وصفتهم في الإنجيل فقال تعالى :( ومثلهم ( أي صفتهم ) في الإنجيل كزرع أخرج شطأه ( أي إفراطه قبل فراخه.
قيل : هو نبت فما خرج بعده شطؤه ) فآزره ( أي : قوّاه وأعانه وشد أزره ) فاستغلظ ( أي غلظ ذلك الزرع وقوي ) فاستوى ( أي تم وتلاحق نباته وقام ) على سوقه ( جمع ساق أي على أصوله ) يعجب الزراع ( أي يعجب ذلك الزرع زراعه وهو مثل ضربه الله عز وجل لأصحاب محمد ( ﷺ ) مكتوب في الإنجيل أنهم يكونون قليلاً ثم يزدادون ويكثرون قال قتادة : مثل أصحاب محمد ( ﷺ ) مكتوب في الإنجيل أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قيل الزرع محمد ( ﷺ ) والشطء أصحابه والمؤمنون وقيل : الزرع هو محمد ( ﷺ ) شطأه أبو بكر فآزره عمر فاستغلظ عثمان فاستوى على سوقه علي بن أبي طالب يعجب الزراع يعني جميع المؤمنين ) ليغيظ بهم الكفار ( قيل : هو قول عمر بن الخطاب لأهل مكة بعد ما أسلم لا يبعد الله سراً بعد اليوم.
وقيل : قوتهم وكثرتهم ليغيظ بهم الكفار.
قال مالك بن أنس : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله ( ﷺ ) فقد أصابته هذه الآية.
( فصل في فضل أصحاب رسول الله ( ﷺ ) )
( ق ) عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله ( ﷺ ) :( قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ) ( م ).
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت :( سأل رجل النبي ( ﷺ ) أي الناس خير ؟ قال : القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث ) قوله : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم يعني الصحابة ثم التابعين وتابعيهم والقرن كل أهل زمان قيل هو أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة سنة عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( أبو بكر في الجنة وعمر بن الخطاب في الجنة وعثمان بن عفان في الجنة وعلي بن أبي طالب في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ) أخرجه الترمذي.
وأخرج عن سعيد بن