صفحة رقم ٢٢١
لكل امرأة من نساء رسول الله ( ﷺ ) حجرة فعجلوا قبل أن يخرج إليهم رسول الله ( ﷺ ) فجعلوا ينادون : يا محمد اخرج إلينا.
حتى أيقظوه من نومه فخرج إليهم، فقالوا : يا محمد فادنا عيالنا فنزل جبريل عليه السلام فقال : إن الله تعالى يأمرك أن تجعل بينك وبينهم رجلاً.
فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) أترضوا أن يكون بيني وبينكم سبرة بن عمرو وهو على دينكم ؟ قالوا : نعم.
قال سبرة : أنا لا أحكم إلا وعمي شاهد وهو الأعور بن بشامة، فرضوا به، فقال الأعور : أرى أن تفادي نصفهم وتعتق نصفهم فقال رسول الله ( ﷺ ) : قد رضيت ) )
الحجرات :( ٥ ) ولو أنهم صبروا...
" ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم " ( ) ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم ( فيه بيان لحسن الأدب وهو خلاف ما جاؤوا به من سوء الأدب وطلب العجلة في الخروج ) لكان خيراً لهم ( أي الصبر لأنك كنت تعتقهم جميعاً وتطلقهم بلا فداء.
وقيل : لكان حسن الأدب في طاعة الله وطاعة رسوله ( ﷺ ) خيراً لهم : وقيل : نزلت الآية في ناس من أعراب تميم وكأن فيهم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن والزبرقان بن بدر فنادوا على الباب.
ويروى ذلك عن جابر قال : جاءت بنو تميم فنادوا على الباب فقالوا : يا محمد اخرج علينا فإن مدحنا زين وذمنا شين فخرج رسول الله ( ﷺ ) وهو يقول :( إنما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمه شين ) قالوا نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا جئنا نشاعرك ونفاخرك فقال رسول الله ( ﷺ ) :( ما بالشعر بعثت ولا بالفخر أمرت، ولكن هاتوا ) فقام منهم شاب فذكر فضله وفضل قومه فقال النبي ( ﷺ ) لثابت بن قيس بن شماس، وكان خطيب رسول الله ( ﷺ ) :( قم فأجبه ) فقام فأجابه وقام شاعرهم فذكر أبياتاً فقال النبي ( ﷺ ) لحسان بن ثابت :( أجبه ) فأجابه فقام الأقرع بن حابس فقال : إن محمد المؤتى له تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولاً وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أحسن شعراً وقولاً ثم دنا من رسول الله ( ﷺ ) فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ( ﷺ ) فقال رسول الله ( ﷺ ) :( ما يضرك ما كان قبل هذا ) ثم أعطاهم رسول الله ( ﷺ ) وكساهم وقد كان تخلف في ركابهم عمرو بن الأهتم لحداثة سنه فأعطاه رسول الله ( ﷺ ) مثل ما أعطاهم فأزرى به بعضهم وارتفعت الأصوات وكثر اللغط عند رسول الله ( ﷺ ) فنزل فيهم :( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ( " الآيات إلى قوله ) والله غفور رحيم ( أي لمن تاب منهم.
وقال زيد بن أرقم : جاء ناس من العرب إلى رسول الله ( ﷺ ) : وقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى رسول الله ( ﷺ ) وقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فإن يكن نبياً


الصفحة التالية
Icon