صفحة رقم ٢٢٣
يخبره ويعرفه حالكم فتفتضحوا ) لو يطيعكم ( أي الرسول ) في كثير من الأمر ( أي مما تخبرونه به فيحكم برأيكم ) لعنتم ( أي لأثمتم وهلكتم عن أبي سعيد الخدري ( أنه قرأ ) واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ( قال : هذا نبيكم يوحى إليه وخيار أئمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتوا فكيف بكم اليوم ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب ) ولكن الله حبب إليكم الإيمان ( أي جعله أحب الأديان إليكم ) وزينة ( أي حسنة وقربه منكم وأدخله ) في قلوبكم ( حتى اخترتموه لأن من أحب شيئاً إذا طال عليه قد يسأم منه والإيمان في كل يوم يزداد في القلب حسناً وثباتاً وبذلك تطيعون رسول الله ( ﷺ ) ) وكره إليكم الكفر والفسوق ( قال ابن عباس : يريد الكذب ) والعصيان ( جميع معاصي الله تعالى وفي هذه لطيفة، وهو أن الله تعالى ذكر هذه الثلاثة الأشياء في مقابلة الإيمان الكامل المزين في القلب المحبب إليه.
والإيمان الكامل : ما اجتمع فيه ثلاثة أمور : تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان.
فقوله : وكره إليكم الكفر في مقابله.
قوله : حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وهو التصديق بالجنان والفسوق وهو الكذب في مقابلة الإقرار باللسان فكره إلى عبده المؤمن الكذب وهو الجحود وحبب إليه الإقرار بشهادة الحق والصدق وهو : لا إله إلا الله.
والعصيان في مقابلة العمل بالأركان فكره إليه العصيان وحبب إليه العمل الصالح بالأركان ثم قال تعالى :( أولئك هم الراشدون ( إشارة إلى المؤمنين المحبب إليهم الإيمان المزين في قلوبهم أي : أولئك هم المهتدون إلى محاسن الأعمال ومكارم الأخلاق ) فضلاً من الله ( أي فعل ذلك بكم فضلاً منه ) ونعمة ( عليكم ) والله عليم ( أي بكم وبما في قلوبكم ) حكيم ( في أمره بما تقتضيه الحكمة وقيل عليم بما في خزائنه من الخير والرحمة والفضل والنعمة حكيم بما ينزل من الخير بقدر الحاجة إليه على وفق الحكم.
قوله عز وجل :( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا (.
( ق ) عن أنس قال : قيل للنبي ( ﷺ ) لو أتيت عبد الله بن أبيّ.
فانطلق إليه النبي ( ﷺ ) فركب حماراً وانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي ( ﷺ ) قال : إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك.
فقال رجل من الأنصار : والله لحمار رسول الله ( ﷺ ) أطيب ريحاً منك.
فغضب لعبد الله رجل من قومه، فتشاتما، فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها نزلت فيهم : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما.
ويروى أنها لما نزلت قرأها رسول الله ( ﷺ ) عليهم فأصلحوا وكف بعضهم عن بعض.
( ق ) عن أسامة بن زيد أن رسول الله ( ﷺ ) ركب على حمار عليه إكاف تحته قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر قال : فسار حتى مر على مجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبيّ.
وإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأصنام واليهود وفي المسلمين عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبيّ أنفه بردائه ثم قال : لا تغيروا علينافسلم رسول الله ( ﷺ ) ثو وقف فنزل فدعاهم إلى الله تعالى وقرأ عليهم القرآ، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذونا به في مجالسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بلى يا رسول الله فاغشنا في مجالسنا فإنا نحب


الصفحة التالية
Icon