صفحة رقم ٢٣٦
ق :( ١٩ - ٢٤ ) وجاءت سكرة الموت...
" وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " ( ) وجاءت سكرة الموت ( أي غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله ) بالحق ( أي بحقيقة الموت وقيل بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان وقيل بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة ) ذلك ما كنت منه تحيد ( أي يقال لمن جاءته سكرة الموت : ذلك الذي كنت عنه تميل.
وقيل : تهرب وقال ابن عباس : تكره ) ونفخ في الصور ( يعني نفخة البعث ) ذلك يوم الوعيد ( أي ذلك اليوم الذي وعد الله الكفار أن يعذبهم فيه ) وجاءت ( أي في ذلك اليوم ) كل نفس معها سائق ( أي يسوقها إلى المحشر ) وشهيد ( أي يشهد عليها بما عملت.
قال ابن عباس : السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل فيقول الله تعالى لصاحب تلك النفس ) لقد كنت في غفلة من هذا ( أي من هذا اليوم في الدنيا ) فكشفنا عنك غطاءك ( أي الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا ) فبصرك اليوم حديد ( أي قوي ثابت نافذ تبصر ما كنت تتكلم به في الدنيا.
وقيل : ترى ما كان محجوباً عنك وقيل نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك ) وقال قرينه ( يعني الملك الموكل به ) هذا ما لدي ( أي عندي ) عنيد ( أي معد محضر.
وقيل : يقول الملك هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله ) ألقيا في جهنم ( أي يقول الله تعالى لقرينه وقيل هذا أمر للسائق والشهيد ) كل كفار ( أي شديد الكفر ) عنيد ( أي عاص معرض عن الحق معاند لله فيما أمره به.
ق :( ٢٥ - ٣٠ ) مناع للخير معتد...
" مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد " ( ) منّاع للخير ( أي للزكاة المفروضة وكل حق وجب عليه في ماله ) معتد ( أي ظالم لا يقر بتوحيد الله ) مريب ( أي : شاكّ في التوحيد ) الذي جعل مع الله إلهاً آخر فألقياه في العذاب الشديد ( يعني النار ) قال قرينه ( يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر ) ربنا ما أطغيته ( قيل : هذا جواب لكلام مقدر وهو أن الكافر حين يلقى في النار يقول : ربنا أطغاني شيطاني فيقول الشيطان ربنا ما أطغيته أي ما أضللته وما أغويته ) ولكن كان في ضلال بعيد ( أي عن الحق فيتبرأ منه شيطانه وقال ابن عباس : قرينه يعني الملك يقول الكافر الكافر ربِّ إن الملك زاد عليّ في الكتابة فيقول الملك ربنا ما أطغيته أي ما زدت عليه وما كتبت إلا ما قال وعمل ولكن كان في ضلال