صفحة رقم ٢٣٨
لقيام الدليل القطعي على استحالة الجارحة على الله تعالى والله أعلم.
قوله قط قط أي حسبي حسبي وفيها ثلاث لغات إسكان الطاء وكسرها منونة وغير منونة وقوله لا يظلم الله من خلقه أحدا يعن يأنه يستحيل الظلم في حق الله تعالى فمن عذبه بذنب أو بغير ذنب فذلك عدل منه سبحانه وتعالى.
ق :( ٣١ - ٣٤ ) وأزلفت الجنة للمتقين...
" وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود " ( ) وأزلفت الجنة ( أي قربت وأدنيت ) للمتقين ( أي الذين اتقوا الشرك ) غير بعيد ( يعني أنها جعلت عن يمين العرش بحيث يراها أهل الموقف قبل أن يدخلوها ) هذا ما توعدون ( أي يقال لهم الذي وعدتم به في الدنيا على ألسنة الأنبياء ) لكل أواب ( أي رجاع عن المعصية إلى الطاعة.
قال سعيد بن المسيب : هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
وقيل : هو الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
وقيل : هو التواب، وقال ابن عباس : هو المسيح.
وقيل : هو المصلي ) حفيظ ( قال ابن عباس الحافظ لأمر الله وعنه هو الذي يحفظ ذنوبه حتى يرجع عنها ويستغفر منها وقيل : حفيظ لما استودعه الله من حقه.
وقيل : هو المحافظ على نفسه المتعهد لها المراقب لها.
وقيل : هو المحافظ على الطاعات والأوامر ) ومن خشي الرحمن بالغيب ( أي خاف الرحمن فأطاعه وإن لم يره وقيل : خافه في الخلوة بحيث لا يراه أحد إذا ألقى الستر أغلق الباب ) وجاء بقلب منيب ( أي مخلص مقبل على طاعة الله ) ادخلوها ( أي يقال لأهل هذه الصفة : ادخلوا الجنة ) بسلام ( أي بسلامة من العذاب والهموم.
وقيل : بسلام من الله وملائكته عليهم وقيل : بسلامة من زوال النعم ) ذلك يوم الخلود ( أي في الجنة لأنه لا موت فيها.
ق :( ٣٥ - ٣٩ ) لهم ما يشاؤون...
" لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب " ( ) لهم ما يشاؤون فيها ( وذلك أنهم يسألون الله حتى تنتهي مسألتهم فيعطون ما سألوا ثم يزيد الله عبيده ما لم يسألوا مما لم يخطر بقلب بشر وهو قوله تعالى :( ولدينا مزيد ( وقيل : المزيد، هو النظر إلى وجهه الكريم قيل : يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل جمعة في دار كرامته فلهذا هو المزيد.
قوله تعالى :( وكم أهلكنا قبلهم ( أي قبل كفار مكة ) من قرن هم أشد منهم بطشاً ( يعني سطوة والبطش الأخذ بصولة وعنف ) فنقبوا في البلاد ( أي ساروا وتقلبوا في البلاد وسلكوا كل طريق ) هل من محيص ( أي فلم يجدوا لهم محيصاً أي مهرباً من أمر الله وقيل : لا يجدون لهم مفراً من الموت بل يموتون فيصيرون إلى عذاب الله