صفحة رقم ٢٥٦
ابن عباس : ذو منظر حسن وقيل : ذو خلق طويل حسن.
) فاستوى ( يعني جبريل عليه الصلاة والسلام ) وهو ( يعني محمداً ( ﷺ ) والمعنى استوى جبريل ومحمد ليلة المعراج ) بالأفق الأعلى ( عند مطلع الشمس وقيل : فاستوى يعني جبريل وهو كناية عن جبريل أيضاً أي قام في صورته التي خلقه الله فيها وهو بالأفق الأعلى وذلك أن جبريل عليه الصلاة والسلام كان يأتي رسول الله ( ﷺ ) في صورة الآدميين كما كان يأتي الأنبياء قبله فسأله رسول الله ( ﷺ ) أن يريه نفسه على صورته التي جبل عليها فأراه نفسه مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء فأما التي في الأرض فبالأفق الأعلى والمراد بالأفق الأعلى جانب المشرق وذلك أن رسول الله ( ﷺ ) كان بحراء، فطلع له جبريل عليه الصلاة والسلام من ناحية المشرق، فسد الأفق إلى المغرب فخرَّ رسول الله ( ﷺ ) مغشياً عليه فنزل جبريل عليه، الصلاة والسلام في صورة الآدميين فضمه إلى نفسه وجعل يمسح الغبار عن وجهه وهو قوله تعالى :( ثم دنا فتدلى ( وأما التي في السماء فعند سدرة المنتهى ولم يره أحد من الأنبياء على تلك الصورة التي خلق عليها إلا نبينا محمد ( ﷺ ) قوله تعالى :( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى (.
اختلف العلماء في معنى هذه لآية فروي عن مسروق بن الأجدع قال ( قلت لعائشة فأين قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ؟ قالت ذلك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه في هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق ) أخرجاه في الصحيحين.
وعن زر بن حبيش في قوله تعالى :( فكان قاب قوسين أو أدنى ( وفي قوله ) ما كذب الفؤاد ما رأى ( وفي قوله ) لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( قال : فيها كلها أن ابن مسعود قال ( رأى جبريل عليه الصلاة والسلام له ستمائة جناح ) زاد في رواية أخرى ( رأى جبريل في صورته ) أخرجه مسلم والبخاري في قوله تعالى :( فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ( فعلى هذا يكون معنى الآية ثم دنا جبريل