صفحة رقم ٢٦٢
الفزع لكوني سمعت ما لا ينبغي أن يقال تقول العرب عند إنكار الشيء : قف شعري واقشعر جلدي واشمأزت نفسي وقوله ( ﷺ ) في حديث أبي ذر ( نور أني أراه ) فهو بتنوين نور وبفتح الهمزة في أني وتشديد النون المفتوحة ومعناه : حجابه نور فكيف أراه قال الماوردي الضمير في أراه عائد على الله تعالى والمعنى أن النور يمنعني من الرؤية كما جرت العادة بإغشاء الأنوار الأبصار ومنعها من إدراك ما حال بين الرائي وبينه وفي رواية رأيت نوراً معناه : رأيت النور فحسب ولم أر غيره وفي رواية ذاته نور أني أراه ومعناه هو خالق النور المانع من رؤيته فيكون من صفات الأفعال ومن المستحيل أن تكون ذات الله نوراً إذ النور من جملة الأجسام والله يتعالى عن ذلك هذا مذهب جميع أئمة المسلمين والله أعلم.
قوله عز وجل ) أفرأيتم اللات والعزى ( هذه أسماء أصنام اتخذوها آلهة يعبدونها واشتقوا لها أسماء من أسماء الله عز وجل فقالوا من الله اللات ومن العزيز العزى وقيل العزى تأنيث الأعز والمعنى أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله هل لها من القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة شيء وكان اللات بالطائف وقيل بنخلة كانت قريش تعبده وقرئ اللات بالتشديد
( خ ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اللات رجلا يلت السويق للحاج قيل فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه وقيل كان في رأس جبل له غنيمة يسلأ منها السمن ويأخذ منها الأقط ويجمع رسلها ثم يتخذ حيسا فيطعم الحاج وكان ببطن نخلة فلما مات عبدوه وهو اللات وقيل كان رجلا من ثقيف يقال له صرمة بن غنم وكان يسلأ السمن فيضعه على صخرة فتأتيه العرب فتلت به أسوقتهم فلما مات الرجل حخولها ثقيف إلى منازلها فمرت الطائف على موضع اللات وأما العزى فقيل هي شجرة بغطفان كانوا يعبدونها فبعث رسول الله ( ﷺ ) خالد بن الوليد فقطعها فجعل يضربها بالفأس ويقول : يا عز كفرانك لا سبحانك
إني رأيت الله قد أهانك
فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية بويلها واضعة يدها على راسها ويقال إن خالدا رجع إلى النبي ( ﷺ ) فقال قد قطعتها فقال ما رأيت فقال ما رايت شيئا فقال ما قطعت فعاوده ومعه المعول فقطعها واجتثت أصلها فخرجت منها امرأة عريانة فقتلها ثم رجع إلى


الصفحة التالية
Icon