صفحة رقم ٢٧٠
إلى وجوده ووحدانيته سبحانه وتعالى :( وأنه هو أضحك وأبكى ( أي هو القادر على إيجاد الضدين في محل واحد الضحك والبكاء ففيه دليل على أن جميع ما يعمله الإنسان فبقضاء الله وقدره وخلقه حتى الضحك والبكاء وقيل أضحك أهل الجنة في الجنة وأبكى أهل النار في النار قيل أضحك الأرض بالنبات وأبكى السماء بالمطر وقيل : أفرح وأحزن، لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء عن جابر بن سمرة قال ( جلست مع النبي ( ﷺ ) أكثر من مائة مرة وكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت وربما تبسم معهم إذا ضحكوا ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وفي رواية سماك بن حرب : فيضحكون ويتبسم معهم إذا ضحكوا يعني النبي ( ﷺ ).
وسئل ابن عمر : هل كان أصحاب رسول الله ( ﷺ ) يضحكون ؟ قال : نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل
( ق ).
عن أنس قال :( خطب رسول الله ( ﷺ ) خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً فغطى أصحاب رسول الله ( ﷺ ) وجوههم لهم خنين ) وهو بالخاء المعجمة أي بكاء مع صوت يخرج من الأنف ) وأنه هو أمات وأحيا ( أي أمات في الدنيا وأحيا للبعث.
وقيل : أمات الآباء وأحيا الأبناء.
وقيل : أمات الكافر بالنكرة وأحيا المؤمن بالمعرفة ) وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ( أي من كل حيوان وهو أيضاً من جملة المتضادات التي تتوارد على النطفة فيخلق بعضها ذكراً وبعضها أنثى وهذا شيء لا يصل إليه فهم العقلاء ولا يعلمونه وإنما هو بقدرة الله تعالى وخلقه لا بفعل الطبيعة ) من نطفة إذا تمنى ( أي تصب في الرحم.
النجم :( ٤٨ - ٥٦ ) وأنه هو أغنى...
" وأنه هو أغنى وأقنى وأنه هو رب الشعرى وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى " ( ) وأنه هو أغنى وأقنى ( أي أغنى الناس بالأموال وأعطى القنية وهي أصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية.
وقيل : أغنى بالذهب والفضة وصنوف الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية.
وأقنى : بالإبل والبقر والغنم.
وقيل : أقنى أي أخدم.
وقال ابن عباس : أغنى وأقنى، أي أعطى فأرضى.
وقيل : أغنى يعني رفع حاجته ولم يتركه محتاجاً إلى شيء لأن الغنى ضد الفقر، وأقنى : أي زاد فوق الغنى ) وأنه هو رب الشعرى ( أي أنه رب معبودهم وكانت خزاعة تعبد الشعرى وأول من سن لهم ذلك الرجل من أشرافهم