صفحة رقم ٣٩
الملائكة ) وما منا إلا له مقام معلوم ( يعني أن جبريل قال للنبي ( ﷺ ) وما منا معشر الملائكة ملك إلا له مقام معلوم يعبد ربه فيه.
وقال ابن عباس ما في السموات موضع شبر إلا وعليه ملك يصلي أو يسبح.
وروى أبو ذر عن النبي ( ﷺ ) قال ( أطت السماء وحق لها أن تئط والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجداً ) أخرجه الترمذي.
وهو طرف من حديث قيل الأطيط أصوات الأقتاب وقيل أصوات الإبل وحنينها، ومعنى الحديث ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت وهذا مثل مؤذن بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط وقيل معنى إلا له مقام معلوم أي في القرب والمشاهدة وقيل يعبد الله على مقامات مختلفة كالخوف والرجاء والمحبة والرضا ) وإنا لنحن الصافون ( يعني الملائكة صفوا أقدامهم في عبادة الله تعالى كصفوف الناس في الصلاة في الأرض ) وإنا لنحن المسبحون ( أي المصلون لله تعالى وقيل المنزهون لله تعالى عن كل سوء يخبر جبريل النبي ( ﷺ ) أنهم يعبدون الله بالصلاة والتسبيح وأنهم ليسوا بمعبودين كما زعمت الكفار قوله عز وجل :( وإن كانوا ليقولون ( يعني كفار مكة قبل بعثة النبي ( ﷺ ) ) لو أن عندنا ذكراً من الأولين ( يعني كتاباً مثل كتاب الأولين ) لكنا عباد الله المخلصين ( أي لأخلصنا العبادة لله ) فكفروا به ( أي فلما أتاهم الكتاب كفروا به ) فسوف يعلمون ( فيه تهديد لهم قوله عز وجل :( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ( يعني تقدم وعدنا لعبادنا المرسلين بنصرهم.
الصافات :( ١٧٢ - ١٨٢ ) إنهم لهم المنصورون
" إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " ( ) إنهم لهم المنصورون ( أي بالحجة البالغة ) وإن جندنا ( أي حزبنا المؤمنين ) لهم الغالبون ( أي لهم النصرة في العاقبة ) فتول ( أي أعرض ) عنهم حتى حين ( قال ابن عباس يعني الموت وقيل إلى يوم بدر وقيل حتى آمرك بالقتال وهذه الآية منسوخة بآية القتال وقيل إلى أن يأتيهم العذاب ) وأبصرهم ( أي إذا نزل بهم العذاب ) فسوف يبصرون ( أي ذلك فعند ذلك قالوا متى هذا العذاب قال الله عز وجل :( أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل ( يعني العذاب ) بساحتهم ( أي بحضرتهم وقيل بفنائهم ) فساء صباح المنذرين ( أي فبئس صباح الكافرين الذين أنذروا العذاب
( ق ) عن أنس رضي الله عنه ( أن رسول الله ( ﷺ ) غزا خيبر فلما دخل القرية قال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاث مرات ) ثم كرر


الصفحة التالية
Icon