صفحة رقم ٤٤
قال ابن عباس ذا القوة في العبادة
( ق ) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ) وقيل معناه ذا القوة في الملك ) إنه أواب ( أي رجاع إلى الله عز وجل بالتوبة عن كل ما يكره وقال ابن عباس مطيع لله عز وجل وقيل مسبح بلغة الحبشة.
ص :( ١٨ - ٢٠ ) إنا سخرنا الجبال...
" إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " ( ) إنا سخرنا الجبال معه يسبحن ( أي بتسبيحه إذا سبح ) بالعشي والإشراق ( أي غدوة وعشية والإشراق هو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوءها وفسره ابن عباس بصلاة الضحى وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن ابن عباس في قوله ) بالعشي والإشراق ( قال كنت أمر بهذه الآية لا أدري ما هي حتى حدثتني أم هانىء بنت أبي طالب أن رسول الله ( ﷺ ) دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ثم صلى الضحى فقال ( يا أم هانىء إن هذه صلاة الإشراق ) قلت والذي أخرجاه في الصحيحين من حديث أم هانىء في صلاة الضحى، قالت أم هانىء :( ذهبت إلى رسول الله ( ﷺ ) عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة بنته تستره بثوب فسلمت عليه فقال من هذه قلت أم هانىء بنت أبي طالب فقال مرحباً يا أم هانىء فلما فرغ من غسله قام وصلى ثمان ركعات ملتحفاً بثوب قالت أم هانىء وذلك ضحى ) ولهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال ( ما حدثنا أحد أنه رأى النبي ( ﷺ ) يصلي الضحى غير أم هانىء فإنها قالت إن النبي ( ﷺ ) دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثمان ركعات فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود ).
قوله تعالى :( والطير ( أي وسخرنا له الطير ) محشورة ( أي مجموعة إليه تسبح معه ) كل له أواب ( أي رجاع إلى طاعته مطيع له بالتسبيح معه ) وشددنا ملكه ( أي قويناه بالحرس والجنود، قال ابن عباس كان أشد ملوك الأرض سلطاناً كان يحرس محراباً كل ليلة ستة وثلاثون ألف رجل.
وروي عن ابن عباس أن رجلاً من بني إسرائيل ادعى على رجل من عظمائهم، عند داود عليه الصلاة والسلام فقال هذا غصبني بقرة فسأله داود فجحده فسأل الآخر البينة فلم يكن له بينة فقال لهما داود قوما حتى أنظر في أمركما فأوحى الله إلى داود في منامه أن اقتل المدعى عليه فقال هذه رؤيا ولست أعجل عليه حتى أتثبت فأوحي إليه مرة أخرى فلم يفعل فأوحي إليه الثالثة أن يقتله أو تأتيه العقوبة فأرسل إليه داود فقال إن الله عز وجل أوحى إليّ أن أقتلك فقال تقتلني بغير بينة فقال داود نعم والله لأنفذن أمر الله فيك فلما عرف الرجل أنه قاتله، قال لا تعجل حتى أخبرك إني والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذلك أوخذت فأمر به


الصفحة التالية
Icon