صفحة رقم ٤٨
ملكه والمعنى أن الغلبة كانت له عليّ لضعفي في يده وإن كان الحق وهذا كله تمثيل لأمر داود مع أوريا زوج المرأة التي تزوجها داود حيث كان لداود تسع وتسعون امرأة ولأوريا امرأة واحدة فضمها داود إلى نسائه.
ص :( ٢٤ - ٢٥ ) قال لقد ظلمك...
" قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ( ) قال ( داود ) لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ( أي بضمها إلى نعاجه.
فإن قلت كيف قال داود لقد ظلمك ولم يكن سمع قول الآخر قلت معناه إن كان الأمر كما تقول فقد ظلمك وقيل إنما قال ذلك بعد اعتراف صاحبه بما يقول ) وإن كثيراً من الخلطاء ( أي الشركاء ) ليبغي بعضهم على بعض ( أي يظلم بعضهم بعضاً ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( فإنهم لا يظلمون أحداً ) وقليل ما هم ( أي هم قليل وما صلة.
والمعنى أن الصالحين الذين لا يظلمون قليل فلما قضى داود بينهما نظر أحدهما إلى صاحبه وضحك وصعد إلى السماء فعلم داود أن الله تعالى ابتلاه فذلك قوله تعالى :( وظن داود ( أي أيقن وعلم ) أنما فتناه ( أي ابتليناه وامتحناه وقال ابن عباس : إن داود لما دخل عليه الملكان فقضى على نفسه تحولا في صورتهما وعرجا وهما يقولان قضى الرجل على نفسه فعلم داود أنه إنما عنى به.
وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول إن داود النبي ( ﷺ ) حين نظر إلى المرأة فهم ففظع على بني إسرائيل أوصى صاحب البعث فقال إذا حضر العدو فقرب فلاناً بين يدي التابوت وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به ومن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو يهزم عنه الجيش فقتل زوج المرأة ونزل الملكان يقصان عليه قصته ففطن داود فسجد فمكث أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول في سجوده : رب


الصفحة التالية
Icon