صفحة رقم ٧٣
الإنسان عند ذكر الوعيد والوجل والخوف.
وقيل المراد من الجلود القلوب أي قلوب الذين يخشون ربهم ) ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ( أي لذكر الله تعالى قيل إذا ذكرت آيات الوعيد والعذاب اقشعرت جلود الخائفين لله وإذا ذكرت آيات الرعد والرحمة لانت جلودهم وسكنت قلوبهم وقيل حقيقة المعنى أن جلودهم تقشعر عند الخوف وتلين عند الرجاء.
روى عن العباس بن المطلب قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ' إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تعالىتحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها ' وفي رواية ' حرمة الله تعالى على النار ' قال بعض العارفين السيارون في بيداء جلال اله إذا نظروا إلى عالم الجلال طاشوا وإذا لاح لهم جمال من عالم الجمال عاشوا وقال قتادة هذا نعت أولياء الله الذي نعتهم الله با، تقشعر جلودهم وتطمئن قلوبهم بذكر الله ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم إنما ذلك في أهل البدع وهو من الشيطان وروى عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال قلت ' قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما كيف كان أصحاب رسول يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن خر أحدهم مغشيا عليه قالت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وروى أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما مر برجل من أهل العراق ساقط فقال ما بال هذا قالوا إنه إذا قرئ عليه القرآن أو سمع ذكر الله سقط فقال ابن عمر إنا لنخشى الله وما نسقط وقال ابن عمر إن الشيطان يدخل في جوف أحدهم ما كان هذا صنيع أصحاب محمد ( ﷺ ) وذكر عن ابن سيرين الذين يصرعون إذا قرئ عليهم القرآن فقال بيننا وبينهم أن يقعد أحدهم على ظهر بيت باسطا رجليه ثم رجليه ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن رمى بنفسه فهو صادق.
فإن قلت لما ذكرت الجلود وحدها أولا في جانب أولا فيء جانب الخوف ثم قرنت معها القلوب ثانيا في الرجاء : قلت لما إذا ذكرت الخشية التي محلها القلوب اقشعرت الجلود من ذكر آيات الوعيد في أول وهلة وإذا ذكر الله ومبني أمره على الرأفة والرحمة استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم وبالقشقريرة لينا في جلودهم وقيل إن النمكاشفة في مقام الرجاء أكمل منها يفي مقام الخوف لأن الخير مطلوب بالذات والخوف ليس بمطلوب وإذا حصل الخوف اقشعر منه الجلد وإذا حصل الرجاء اطمأن