صفحة رقم ٨٠
لعلي لا أقدر عليه فهل غير ذلك فأنزل الله تعالى ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( " فقال وحشي أراني بعد في شبهة فلا أدري أيغفر لي أم لا فأنزل الله تعالى ) قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ( فقال وحشي نعم هذا فجاء فأسلم ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآيات في عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا قد أسلموا ثم فتنوا وعذبوا فافتتنوا فكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفاً ولا عدلاً أبداً قوم أسلموا ثم تركوا دينهم لعذاب عذبوا به فأنزل الله تعالى هذه الآية فكتبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده ثم بعث بها إلى عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وإلى أولئك النفر فأسلموا جميعاً وهاجروا.
وعن ابن عمر أيضاً قال كنا معشر أصحاب رسول الله ( ﷺ ) نرى أو نقول ليس شيء من حسناتنا إلا وهي مقبولة حتى نزلت ) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ( " فلما نزلت هذه الآية قلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقلنا الكبائر والفواحش قال فكنا إذا رأينا من أصاب شيئاً منها قلنا هلك فنزلت هذه الآية فكففنا عن القول في ذلك وكنا إذا رأينا من أصحابنا من أصاب شيئاً من ذلك خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئاً رجونا له وقوله ) أسرفوا على أنفسهم ( أي تجاوزوا الحد في كل فعل مذموم قيل هو ارتكاب الكبائر وغيرها من الفواحش ) لا تقنطوا من رحمة الله ( أي لا تيأسوا من رحمة الله والقنوط


الصفحة التالية
Icon