صفحة رقم ٩٧
يا آل فرعون ) أشد العذاب ( قال ابن عباس ألوان من العذاب غير الذي كانوا يعذبون بها منذ أغرقوا.
غافر :( ٤٧ - ٥٢ ) وإذ يتحاجون في...
" وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار " ( قوله تعالى :( وإذ يتحاجون ( أي واذكر يا محمد لقومك إذ يختصمون يعني أهل النار ) في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً ( أي في الدنيا ) فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار قال الذين استكبروا ( يعني الرؤساء والقادة ) إنا كل فيها ( يعني نحن وأنتم ) إن الله قد حكم بين العباد ( أي قضى علينا وعليكم ) وقال الذين في النار ( يعني حين اشتد عليهم العذاب ) لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب قالوا ( يعني الخزنة ) أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ( يعني لا عذر لكم بعد مجيء الرسل ) قالوا بلى ( أي اعترفوا بذلك ) قالوا فادعوا ( يعني أنتم إنا لا نَّدعوا لكم لأنهم علموا أنه لا يخفف عنهم العذاب قال الله تعالى :( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ( يعني يبطل ويضل ولا ينفعهم.
قوله عز وجل :( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ( قال ابن عباس بالغلبة والقهر، وقيل بالحجة وقيل بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة وكل ذلك حاصل لهم فهم منصورون بالحجة على من خالفهم تارة وقد نصرهم الله بالقهر على من عاداهم وأهلك أعداءهم بالانتقام منهم كما نصر يحيى بن زكريا لما قتل فإنه قتل به سبعين ألفاً ) ويوم يقوم الأشهاد ( يعني وننصرهم يوم القيامة يوم يقوم الأشهاد وهم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب ) يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ( أي إن اعتذروا عن كفرهم لم يقبل منهم ) ولهم اللعنة ( أي البعد من الرحمة ) ولهم سوء الدار ( يعني جهنم.
غافر :( ٥٣ - ٥٧ ) ولقد آتينا موسى...
" ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ( ) ولقد آتينا موسى الهدى ( يعني النبوة وقيل التوراة ) وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ( يعني التوراة وقيل سائر الكتب المنزلة على أنبيائهم ) هدى وذكرى لأولي الألباب ( قوله تعالى :( فاصبر ( أي يا محمد على أذاهم ) إن وعد الله حق ( أي في إظهار دينك وإهلاك أعدائك قال الكلبي نسخت آية القتال آية الصبر ) واستغفر لذنبك ( يعني الصغائر وهذا على قول من يجوزها على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقيل يعني على ترك الأولى والأفضل وقيل على ما صدر منه قبل النبوة وعند من لا يجوز الصغائر على الأنبياء يقول هذا تعبد من الله تعالى لنبيه ( ﷺ ) ليزيده درجة ولتصير سنة لغيره من بعده وذلك لأن مجامع الطاعات محصورة في قسمين التوبة عما لا ينبغي، والاشتغال بما ينبغي والأول مقدم وهو التوبة من الذنوب والثاني الاشتغال بالطاعات وهو قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon