صفحة رقم ١٣٦
) أم لهم شركاء ( أي بل لهم شركاء يعني ما كانوا يجعلونه لله شريكاً وإنما أضاف الشركاء إليهم لأنهم هم جعلوها شركاء لله، وقيل معنى شركاء شهداء يشهدون بصدق ما ادعوه ) فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين ( أي في دعواهم ) يوم يكشف ( أي فليأتوا بشركائهم في ذلك اليوم لتنفعهم وتشفع لهم ) عن ساق ( أي عن أمر فظيع شديد قال ابن عباس هو أشد ساعة في القيامة تقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم فظيع يحتاج فيه إلى الجد ومقاساة الشدة شمر عن ساقك إذا قام في ذلك الأمر ويقال إذا اشتد الأمر في الحرب كشفت الحرب عن ساق وسئل ابن عباس عن هذه الآية فقال إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر :
سن لنا قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق
ثم قال ابن عباس هو يوم كرب وشدة وأنشد أهل اللغة أبياتاً في هذا المعنى فمنها ما أنشده أبو عبيدة لقيس بن زهير :
فإن شمرت لك عن ساقها
فدنها ربيع ولا تسأم
ومنها قول جرير :
ألا رب ساهي الطرف من آل مازن إذا شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقد كثر مثل هذا في كلام العرب حتى صار كالمثل للأمر العظيم الشديد
( ق ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( أن ناساً في زمن النبي ( ﷺ ) قالوا يا محمد هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله ( ﷺ ) نعم هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من


الصفحة التالية
Icon