صفحة رقم ١٤١
وذلك أن الكفار أرادوا أن يصيبوا النبي ( ﷺ ) بالعين فنظرت قريش إليه وقالوا ما رأينا مثله ولا مثل حججه، وقيل كانت العين في بني أسد حتى أن كانت الناقة أو البقرة لتمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول لجاريته خذي المكتل والدراهم فائتينا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر.
وقيل كان رجل من العرب يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ثم يرفع جانب خبائه فتمر به الإبل فيقول لم أر كاليوم إبلاً ولا غنماً أحسن من هذه فما تذهب إلا قليلاً حتى يسقط ما عناه فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله ( ﷺ ) بالعين ويفعل به مثل ذلك فعصم الله نبيه ( ﷺ ) وأنزل وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم قال ابن عباس : معناه ينفذونك وقيل يصيبونك بعيونهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبهوقيل يصرعونك وقيلر يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك ومنه قولهم نظر إلي نظرا يكاد يصرعني أو يكاد يهلكني يدل على صحة هذا المعنى أنه قرن هذا النظر بسماع القرآن وهو قوله ) لما سمعوا الذكر ( لأنهم كانوا يكرهون ذلك أشد الكراهة ويحدون النظر إليه بالبغضاء ) ويقولون أنه لمجنون ( أي ينسوبه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن قال تعالى ردا عليهم ) وما هو ( يعنهي القرآن ) إلا بذكر للعالمين ( قال ابن عباس موعظة للمؤمنين قال الحسن دواء من أصابته العين أن تقرأ عليه هذه الآية
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالىعنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال ' العين حق ' زاد البخاري ' ونهى عن الوشم ' ( م ) عن ابن عباس عن رسول الله عن رسول قال ' العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا ' وعن عبيد الله بو رفاعة الزرقي ' أن أسماء بنت عميس كانت تقول يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم قال نعم ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ' أخرجه الترمذي قوله العين حتى أخذ بظاهر هذا الحديث جماهير العلماء وقالوا العين حق وأنكره طوائف من المبتدعة والدليل على فساد قولهم ' أن كل معنى ليس مخالفا في نفسه ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول فإذا أخبر الشارع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند مقابلة هذا الشخص الذي هو العائن لشخص آخر فتؤثر فيه بقدرة الله تعالى وفعله وقوله ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين فيه إثبات القدر وأنه حق والمعنى أن الأشياء كلها بقدر الله ولا يقع شيء إلا على


الصفحة التالية
Icon