صفحة رقم ١٧٦
لما أنزل على نبيه ( ﷺ ) ) حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ( " إلى قوله ) المصير ( " قام النبي ( ﷺ ) في المسجد يصلي والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي ( ﷺ ) لاستماعه أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم فقال والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلي ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد ولتصبون قريش كلهم فقال أبو جهل : أنا أكفيكموه فانطلق حتى جلس إلى جنب الوليد حزيناً فقال له الوليد ما لي أراك حزيناً يا ابن أخي ؟ فقال وما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وأنك تدخل على ابن أبي كبشة، وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم.
المدثر :( ١٩ - ٢٩ ) فقتل كيف قدر
" فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر " ( ) فقتل كيف قدر ( أي عذب، وقيل لعن كيف قدر وهو على طريق التعجب والإنكار والتوبيخ ) ثم قتل كيف قدر ( كرره للتأكيد، وقيل معناه لعن على أي حال قدر من الكلام ) ثم نظر ( أي في طلب ما يدفع به القرآن ويرده ) ثم عبس وبسر ( أي كلح وقطب وجهه كالمهتم المتفكر في شيء يدبره ) ثم أدبر ( أي عن الإيمان ) واستكبر ( أي حين دعى إليه ) فقال إن هذا ( الذي يقوله محمد ويقرؤه ) إلا سحر يؤثر ( يروى ويحكى عن السحرة ) إن هذا إلا قول البشر ( يعني يساراً وجبراً فهو