صفحة رقم ٢٠٦
الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه ).
قوله عز وجل :( قلوب يومئذ واجفة ( أي خافقة قلقة مضطربة، وقيل وجله زائلة عن أماكنها ) أبصارها خاشعة ( أي أبصار أهلها خاشعة ذليلة، والمراد بها الكفار بدليل قوله تعالى ) يقولون ( يعني المنكرين للبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون بعد الموت.
) أئنا لمردودون في الحافرة ( يعني أنرد إلى أول الحال، وابتداء الأمر فنصير أحياء بعد الموت كما كنا أول مرة والعرب تقول رجع فلان في حافرته، أي رجع من حيث جاء فالحافرة عنده اسم لابتداء الشيء وأول الشيء ويقال رجع فلان في حافرته أي في طريقه الذي جاء منه يحفره بمشيئته، فحصل بأثر قدميه حفر فهي محفورة في الحقيقة، وقيل الحافرة الأرض التي تحفر فيها قبورهم سميت حافرة لأنها يستقر عليها الحافر، والمعنى أئنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقاً جديداً نمشي عليها، وقيل الحافرة النار ) أئذا كنا عظاماً نخرة ( أي بالية وقرىء ناخرة وهما بمعنى، وقيل الناخرة المجوفة التي يمر فيها الريح فتنخر أي توصت ) قالوا ( يعني المنكرين للبعث إذا عاينوا أهوال القيامة ) تلك إذاً كرة خاسرة ( أي رجعة غابنة يعني إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا بعد الموت.
) فإنما هي ( يعني النفخة الأخيرة ) زجرة واحدة ( أي صيحة واحدة يجمعون بها جميعاً ) فإذا هم بالساهرة ( يعني وجه الأرض سميت ساهرة لأن عليها نوم الحيوان وسهرهم، وقيل هي التي كثر الوطء عليها كأنها سهرت، والمعنى أنهم كانوا في بطن الأرض.
فلما سمعوا الصيحة صاروا على وجهها، وقيل هي أرض الشام وقيل أرض القيامة، وقيل هي أرض جهنم.
النازعات :( ١٥ - ٢٧ ) هل أتاك حديث...
" هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها " ( قوله عز وجل :( هل أتاك حديث موسى ( يا محمد وذلك أنه ( ﷺ ) شق عليه حين كذبه قومه، فذكر له قصة موسى عليه الصلاة والسلام وأنه كان يتحمل المشاق من قومه ليتأسى به ) إذ ناداه ربه بالواد المقدس ( أي المطهر ) طوى ( هو اسم واد بالشام عند الطور ) اذهب إلى فرعون إنه طغى ( أي علا وتكبر وكفر بالله ) فقل هل لك إلى أن تزكى ( أي تتطهر من الشّرك والكفر، وقيل معناه تسلم وتصلح العمل وقال ابن عباس : تشهد أن لا إله إلا الله ) وأهديك إلى ربك ( أي أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده ) فتخشى ( يعني عقابه وإنما خص فرعون بالذكر،


الصفحة التالية
Icon