صفحة رقم ٢٠٩
فكان رسول الله ( ﷺ ) بعد ذلك يكرمه إذا رآه، ويقول مرحباً بمن عاتبني الله فيه ويقول له هل لك من حاجة، واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين وكان من المهاجرين الأولين، وقيل قتل شهيداً بالقادسية قال أنس : رأيته يوم القادسية، وعليه درع ومعه راية سوداء، عن عائشة رضي الله عنها قالت ( أنزلت ) عبس وتولى ( في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله ( ﷺ ) فجعل يقول يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله ( ﷺ ) عظماء قريش من المشركين فجعل رسول الله ( ﷺ ) يعرض عنه ويقبل على الآخرين ويقول أترى بما أقول بأساً فيقول لا ففي هذا أنزلت ) أخرجه التّرمذي، وقال حديث غريب ) وما يدريك ( أي أي شيء يجعلك دارياً ) لعله يزكى ( أي يتطهر من الذّنوب بالعمل الصّالح وما يتعلمه منك.
عبس :( ٤ - ١٥ ) أو يذكر فتنفعه...
" أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة " ( ) أو يذكر ( أي يتعظ ) فتنفعه الذكرى ( أي الموعظة ) أما من استغنى ( قال ابن عباس : عن الله وعن الإيمان بما له من المال ) فأنت له تصدى ( أي تتعرض له، وتقبل عليه وتصغى إلى كلامه ) وما عليك ألا يزكى ( أي لا يؤمن، ولا يهتدي وإنما عليك البلاغ ) وأما من جاءك يسعى ( يعني يمشي يعني ابن أم مكتوم ) وهو يخشى ( أي الله عز وجل ) فأنت عنه تلهى ( أي تتشاغل وتعرض عنه ) كلا ( أي لا تفعل بعدها مثلها ) إنها ( يعني الموعظة وقيل آيات القرآن ) تذكرة ( أي موعظة للخلق ) فمن شاء ( أي من عباد الله ) ذكره ( أي اتعظ به يعني القرآن ثم وصف جلالة القرآن، ومحله عنده فقال عز وجل ) في صحف مكرمة ( يعني القرآن في اللّوح المحفوظ ) مرفوعة ( أي رفيعة القدر عند الله، وقيل مرفوعة في السّماء السابعة ) مطهرة ( يعني الصحف لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة ) بأيدي سفرة ( قال ابن عباس : يعني كتبة، وهم الملائكة الكرام الكاتبون، واحدهم سافر ومنه قيل للكتاب سفر، وقيل هم الرّسل من الملائكة إلى الأنبياء واحدهم سفير، ثم أثنى عليهم.
عبس :( ١٦ - ٢٥ ) كرام بررة
" كرام بررة قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره كلا لما يقض ما أمره فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا " ( ) كرام ( أي هم كرام على الله ) بررة ( أي مطيعين له جمع بار.
قوله عز وجل :( قتل الإنسان ( أي لعن الكافر وطرد ) ما أكفره ( أي أشد كفره بالله مع