صفحة رقم ٢١٤
) بأي ذنب قتلت ( معناه تسأل الموءودة، فيقال لها، بأي ذنب قتلت، ومعنى سؤالها لها توبيخ قاتلها.
لأنها قتلت بغير ذنب.
) وإذا الصّحف نشرت ( يعني صحائف الأعمال تنشر للحساب ) وإذا السّماء كشطت ( أي نزعت، وطويت، وقيل قلعت كما يقلع السقف، وقيل كشفت، وأزيلت عمن فيها.
) وإذا الجحيم سعرت ( أوقدت لأعداء الله تعالى ) وإذا الجنة أزلفت ( أي قربت لأولياء الله.
التكوير :( ١٤ - ٢٢ ) علمت نفس ما...
" علمت نفس ما أحضرت فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون " ( ) علمت نفس ما أحضرت ( يعني عند ذلك تعمل كل نفس ما أحضرت من خير، أو شر وهذا جواب لقوله إذا الشّمس كورت إلى هنا.
قوله عز وجل :( فلا أقسم ( لا زائدة والمعنى أقسم، وقد تقدم ذلك في قوله ) لا أقسم بيوم القيامة ( ) بالخنس الجوار الكنس ( يعني النّجوم تبدو بالليل، فتظهر، وتخنس بالنهار تحت نور الشّمس، ونحو هذا المعنى روي عن علي بن أبي طالب، وقيل هي النّجوم الخمسة زحل، والمشتري، والمريخ، والزهرة، وعطارد، تخنس في مجاريها، أي ترجع وراءها في الفلك، وتنكس، أي تستر وقت اختفائها، وقيل إنها تخنس، أي تتأخر عن مطالعها، والكنس معناه أنها لا ترى بالنهار، وقيل هي الظباء، وهي رواية عن ابن عباس، وأصل الخنوس الرّجوع إلى وراء، والكنوس هو أن تأوي إلى كناسها، وهو الموضع الذي يأوي إليه الوحوش.
) واللّيل إذا عسعس ( أي أقبل بظلامه وقيل أدبر، والعسعسة رقة الظّلام، وذلك يكون في طرف الليل.
) والصّبح إذا تنفس ( أي أقبل وبدا أوله وقيل أسفر.
وفي تنفسه قولان أحدهما : أن في إقبال الصبح روحاً، ونسيماً فجعل ذلك نفساً على المجاز الثاني، أنه شبه الليل بالمكروب المحزون، فإذا تنفس وجد راحة، فكأنه تخلص من الحزن، فعبر عنه بالتنفس، فهو استعارة لطيفة، ولما ذكر المقسم به أتبعه بالمقسم عليه فقال تعالى :( إنه ( يعني القرآن ) لقول رسول كريم ( يعني جبريل عليه الصلاة والسلام والمعنى أن جبريل نزل به عن الله عز وجل :( ذي قوة ( وكان من قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط الأربع من الماء الأسود، وحملها على جناحه، فرفعها إلى السماء، ثم قلبها، وأنه أبصر إبليس يكلم عيسى عليه الصلاة والسلام على بعض عقاب الأرض المقدسة، فنفحه بجناحه نفحة ألقاه إلى أقصى جبل بالهند، وأنه صاح صيحة بثمود، فأصبحوا جاثمين، وأنه يهبط


الصفحة التالية
Icon