صفحة رقم ٢١٧
يا ابن آدم ماذا عملت ؟ فيما علمت يا ابن آدم ؟ ماذا أجبت المرسلين )، وقيل للفضيل بن عياض لو أقامك الله يوم القيامة فيقول لك يا ابن آدم ما غرك بربك الكريم ؛ ماذا كنت تقول.
قال : أقول غرني ستورك المرخاة، وقال يحيى بن معاذ : لو أقامني بين يديه، وقال ما غرك بي أقول غرني بربك بي سالفاً وآنفاً، وقال أبو بكر الوراق لو قال لي ما غرك بربك الكريم لقلت غرني كرم الكريم، وقال بعض أهل الإشارة.
إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه، وصفاته كأنه لقنه حجته في الإجابة حتى يقول غرني كرم الكريم.
الإنفطار :( ٧ - ١٥ ) الذي خلقك فسواك...
" الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين " ( ) الذي خلقك ( أي أوجدك من العدم إلى الوجود ) فسواك ( أي جعلك سوياً سالم الأعضاء، تسمع وتبصر ) فعدلك ( أي عدل خلقك في مناسبة الأعضاء فلم يجعل بعضها أطول من بعض، وقيل معناه جعلك قائماً معتدلاً حسن الصّورة، ولم يجعلك كالبهيمة المنحنية ) في أي صورة ما شاء ركبك ( أي في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم، وجاء في الحديث ( إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ :( في أي صورة ما شاء ركبك ( )، وقيل معناه إن شاء ركبك في صورة إنسان، وإن شاء في صورة دابة أو حيوان، وقيل في أي صورة ما شاء ركبك من الصور المختلفة بحسب الطول، والقصر، والحسن، والقبح والذكورة، والأنوثة، وفي هذه دلالة على قدرة الصانع المختار القادر.
وذلك أنه لما اختلفت الهيئات، والصفات دل ذلك على كمال القدرة، واتساع الصنعة، وأن المدبر المختار هو الله تعالى.
قوله عز وجل :( كلا بل تكذبون بالدين ( أي بيوم الحساب والجزاء ) وإن عليكم لحافظين ( يعني رقباء من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم ) كراماً ( أي على الله ) كاتبين ( أي يكتبون أقوالكم وأعمالكم ) يعلمون ما تفعلون ( يعني من خير أو شر.
قوله عز وجل ) إن الأبرار ( يعني الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء ما افترض الله عليهم، واجتناب معاصيه.
) لفي نعيم ( يعني نعيم الجنة ) وإن الفجار لفي جحيم ( روي أن سليمان بن عبد الملك قال : لأبي حازم المزني ليت شعري ما لنا عند الله، فقال له : اعرض عملك على كتاب الله، فإنك تعلم ما لك عند الله، قال : أين أجد ذلك في كتاب الله ؟ قال : عند قوله ) إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ( قال