صفحة رقم ٢٢٠
وقال شمر بن عطية : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال : أخبرني عن قول الله عز وجل ) إن كتاب الفجار لفي سجين ( قال إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبلها ثم يهبط بها إلى الأرض، فتأبى أن تقبلها فتدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين، وهو موضع جند إبليس فيخرج لها من سجين رق، فليتم ويختم ويوضع تحت جند إبليس لمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيامة، وقيل هي صخرة تحت الأرض السابعة السفلى خضراء خضرة السماء منها فتقلب، ويجعل كتاب الفجار تحتها، قال وهب : هي آخر سلطان إبليس وجاء في الحديث )
المطففين :( ٨ - ١٤ ) وما أدراك ما...
" وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " ( ) وما أدراك ما سجين ( أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت، ولا قومك، وقيل إنما قال ذلك تعظيماً لأمر سجين ) كتاب مرقوم ( ليس هذا تفسيراً للسجن وإنما هو بيان للكتاب المذكور في قوله ) إن كتاب الفجار ( " والمعنى إن كتاب الفجار مرقوم أي مكتوب فيه أعمالهم مثبتة عليهم كالرقم في الثّوب لا ينسى ولا يمحى حتى يحاسبوا به، ويجازوا عليه، وقيل مرقوم رقم عليه بشر كأنه علم بعلامة يعرف بها أنه كافر، وقيل مرقوم أي مختوم وهو بلغة حمير ) ويل يومئذ للمكذبين ( قيل إنه متصل بقوله يوم يقوم النّاس لرب العالمين ومعنى الآية ويل لمن كذب بهذا اليوم، وقيل معناه مرقوم بالشّقاوة، ثم قال ويل يومئذ للمكذبين أي في ذلك اليوم من ذلك الكتاب المرقوم عليهم بالشقاوة ) الذين يكذبون بيوم الدين ( أي بيوم القيامة لأنه يوم الجزاء ) وما يكذب به ( أي بيوم القيامة ) إلا كل معتد ( أي متجاوز عن نهج الحق ) أثيم ( هو مبالغة في الآثم وهو المرتكب الإثم والمعاصي ) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ( أي أكاذيب الأولين.
قوله عز وجل :( كلا ( أي لا يؤمن ثم استأنف فقال ) بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ( عن أبي هريرة عن النبي ( ﷺ ) قال ( إن العبد إن أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي قال الله :( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ( أخرجه التّرمذي وقال : حديث حسن صحيح وأصل الرّان الغلبة ومعنى الآية أن الذّنوب والمعاصي غلبت على قلوبهم وأحاطت بها، وقيل هو الذنب على الذّنب حتى يميت القلب وقال ابن عباس : ران على قلوبهم طبع عليها، وقيل الرين أن يسود القلب من الذّنوب، والطّبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرّين والإقفال أشد من الطّبع وقيل


الصفحة التالية
Icon