صفحة رقم ٢٣٠
من انفلت منهم فأوثقوه ثم خدوا له أخدودا فملئوها نارا فمن تبع ذلك النبي رمى به في النار ومن تابعهم تركوه فجاءوا بإمرا ' معها صبي رضيع فجزعت فقال الصبي يأ أماه قعي ولا تقاعسي وقيل كانت الأخدود ثلاثة واحدة بنجران باليمن والأخرى بالشام والأخرى بفارس حرقوا بالنار فأما التي بالشام فهو أبطاموس الرومي وأما التي بفارس فبختنصر ويزعمون أنهم أصحاب دانيال وأما التي باليمن فذو نواس يوسف فأما التي بالشام فارس فلم ينزل الله فيهم قرآنا وأنزل في التي بنجران اليمن وذلك أن هذه القصة كانت مشهورة عند أهل مكة فذكر الله تعالى ذلك لأصحاب رسول الله يحملهم بذلك على الصبر وتحمل المكاره في الدين.
البروج :( ٥ - ١٠ ) النار ذات الوقود
" النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " ( وقوله تعالى :( النار ذات الوقود (، هو تعظيم لأمر تلك النار قال الربيع بن أنس نجى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار يقبض أرواحهم، قبل أن تمسهم النار وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم ) إذ هم عليها قعود (، أي جلوس عند الأخدود ) وهم ( يعني الملك الذي خد الأخدود وأصحابه ) على ما يفعلون بالمؤمنين ( أي من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم ) شهود ( أي حضور وقيل يشهدون أن المؤمنين ضلال حين تركوا عبادة الصنم، ) وما نقموا منهم ( قال ابن عباس ما كرهوا منهم ) إلا أن يؤمنوا بالله (،


الصفحة التالية
Icon