صفحة رقم ٢٣٨
ذو شوك لاطئ بالأرض تسميه قريش الشبرق فإذا هاج سموه الضريع، وهو أخبث طعام وأبشعه، وهي رواية عن ابن عباس، فإذا يبس لا تقربه دابة، وقيل الضريع في الدنيا هو الشوك اليابس الذي له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار، وجاء في الحديث عن ابن عباس يرفعه الضريع شيء في النار يشبه الشوك، أمر من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشد حراً من النار، قال أبو الدرداء : إن الله تعالى يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء فيستسقون فيعطشهم ألف سنة ثم يسقون من عين آنية شربة لا هنيئة، ولا مريئة، فإذا أدنوه من وجوههم سلخ جلدة وجوههم، وشواها، فإذا وصل إلى بطونهم قطعها فذلك قوله تعالى :( وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم ( " قال المفسرون فلما نزلت هذه الآية قال المشركون إن إبلنا لتسمن على الضريع وكذبوا في ذلك، فإن الإبل إنما ترعاه رطباً فإذا يبس لا تأكله.
الغاشية :( ٧ - ١٧ ) لا يسمن ولا...
" لا يسمن ولا يغني من جوع وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " ( ) لا يسمن ولا يغني من جوع ( يعني إن هذا الطعام لا تقدر البهائم على أكله فكيف يقدر الإنسان على أكله، فهو إذاً لا يسمن ولا يغني من جوع.
فإن قلت قد ذكر الله تعالى في هذه الآية أنّه لا طعام لهم إلا من ضريع، وذكر في موضع آخر أنه لا طعام لهم إلا من غسلين، فكيف الجمع بينهما ؟.
قلت إن النار دركات فعلى قدر الذنوب تقع العقوبات، فمنهم من طعامه الزقوم لا غير، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من طعامه الغسلين.
ثم وصف أهل الجنة فقال تعالى :( وجوه يومئذ ناعمة ( أي متنعّمة ذات بهجة وحسن، ونعمة، وكرامة ) لسعيها راضية ( أي لسعيها في الدنيا راضية في الآخرة حيث أعطيت الجنة بعملها.
) في جنة عالية ( قيل هو من العلو الذي هو الشرف، وقيل من العلو في المكان، وذلك لأن الجنة درجات بعضها أعلى من بعض، كل درجة كما بين السماء والأرض.
) لا تسمع فيها لاغية ( أي ليس فيها لغو ولا باطل.
) فيها عين جارية ( على وجه الأرض في غير أخدود، وقيل تجري حيث أرادوا من منازلهم، وقصورهم.
) فيها سرر مرفوعة ( قال ابن عباس : ألواحها من ذهب، مكللة بالزبرجد، والياقوت، مرتفعة ما لم يجىء أهلها، فإذا أراد أهلها الجلوس عليها تواضعت لهم حتى يجلسوا عليها، ثم ترتفع إلى مواضعها ) وأكواب ( يعني الكيزان التي لا عرى لها.
) موضوعة ( يعني عندهم بين أيديهم، وقيل موضوعة على حافات العين الجارية كلما أرادوا الشرب منها وجدوها مملوءة.
) ونمارق مصفوفة ( يعني وسائد ومرافق مصفوفة، بعضها جنب بعض أينما أراد أن يجلس وليُّ الله جلس على واحدة، واستند إلى الأخرى.
) وزرابي ( يعني البسط العريضة قال ابن عباس : هي الطنافس التي لها خمل، واحدتها زربية ) مبثوثة ( أي مبسوطة،


الصفحة التالية
Icon