صفحة رقم ٢٤
) تشكرون ( يعني نعمة الله عليكم ) أفرأيتم النار التي تورون ( يعني تقدحون من الزند ) أأنتم أنشأتم شجرتها ( يعني التي تقدح منها النار وهي المرخ والعفار وهما شجرتان تقدح منهما النار وهما رطبتان وقيل أراد جميع الشجر الذي توقد منه النار ) أم نحن المنشئون نحن جعلناها ( يعني نار الدنيا ) تذكرة ( أي للنار الكبرى إذا رأى الرائي هذه النار ذكر بها نار جهنم فيخشى الله ويخاف عقابه وقيل موعظة يتعظ بها المؤمن.
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها ) ) ومتاعاً ( أي بلغة ومنفعة ) للمقوين ( يعني للمسافرين والمقوي النازل في الأرض القواء وهي القفر الخالية البعيدة من العمران والمعنى أنه ينتفع بها أهل البوادي والسفار فإن منفعتهم أكثر من المقيم فإنهم يوقدونها بالليل لتهرب الشماع ويهتدي بها الضال إلى غير ذلك من المنافع هذا قول أكثر المفسرين وقيل المقوين الذين يستمتعون بها في الظلمة ويصطلون بها من البرد وينتفعون بها في الطبخ والخبز إلى غير ذلك من المنافع وقيل المقوي من الأضداد يقال للفقير مقو لخلوه من المال ويقال للغني مقو لقوته على ما يريد والمعنى أن فيها متاعاً ومنفعة للفقراء والأغنياء جميعاً لا غنى لأحد عنها.
الواقعة :( ٧٤ - ٧٩ ) فسبح باسم ربك...
" فسبح باسم ربك العظيم فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون " ( ) فسبح باسم ربك العظيم ( لما ذكر الله ما يدل على وحدانيته وقدرته وإنعامه على سائر الخلق خاطب نبيه ( ﷺ ) ويجوز أن يكون خطاباً لكل فرد من الناس فقال تعالى فسبح باسم ربك أي برِّىء الله ونزهه عما يقول المشركون في صفته والاسم يكون بمعنى الذات والمعنى فسبح بذات ربك العظيم.
قوله عز وجل :( فلا أقسم ( قال أكثر المفسرين معناه فأقسم ولا صلة مؤكدة وقيل لا على أصلها وفي معناها وجهان أحدهما أنها ترجع إلى ما تقدم ومعناها النهي وتقديره فلا تكذبوا ولا تجحدوا ما ذكرته من النعم والحجج.
الوجه الثاني : أن لا رد لما قاله الكفار في القرآن من أنه سحر وشعر وكهانة والمعنى ليس الأمر كما تقولون ثم استأنف القسم فقال أقسم والمعنى لا والله لا صحة لقول الكفار وقيل إن لا هنا معناها النفي فهو كقول القائل لا تسأل عما جرى وهو يريد تعظيم الأمر لا النهي عن السؤال، ) بمواقع النجوم ( قال ابن عباس أراد نجوم القرآن فإنه كان ينزل على رسول الله ( ﷺ ) متفرقاً وقيل أراد مغارب النجوم ومساقطها وقيل أراد منازلها وقيل انكدارها