صفحة رقم ٢٤٦
اللم الذي يأكل كل شيء يجده لا يسأل أحلال أم حرام، فيأكل الذي له ولغيره.
) وتحبون المال حباً جمّاً ( أي كثيراً والمعنى يحبون جمع المال، ويولعون به، وبحبه.
) كلا ( أي لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا، من الحرص على جمع المال وحبه.
وقيل معناه لا يفعلون ما أمروا به من إكرام اليتيم وغيره من المسلمين، ثم أخبر عن تلهّفهم على ما سلف منهم، وذلك حين لا ينفعهم الندم.
فقال تعالى :( إذا دكت الأرض دكاً دكاً ( أي دقت وكسرت مرة بعد مرة، وكسر كل شيء عليها من جبل وبناء وغيره، حتى لا يبقى على ظهرها شيء.
الفجر :( ٢٢ - ٢٨ ) وجاء ربك والملك...
" وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " ( ) وجاء ربك ( اعلم أن هذه الآية من آيات الصفات التي سكت عنها وعن مثلها عامة السلف وبعض الخلف، فلم يتكلموا فيها وأجروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تأويل، وقالوا يلزمنا الإيمان بها وأجراؤها على ظاهرها، وتأولها بعض المتأخرين، وغالب المتكلمين فقالوا ثبت بالدليل العقلي، أن الحركة على الله محال، فلا بد من تأويل الآية.
فقيل في تأويلها وجاء أمر ربك بالمحاسبة والجزاء.
وقيل جاء أمر ربك وقضاؤه.
وقيل وجاء دلائل آيات ربك فجعل مجيئها مجيئاً له تفخيماً لتلك الآيات.
) والملك صفاً صفاً ( أي تنزل ملائكة كل سماء صفاً صفاً على حدة، فيصطفون صفاً بعد صف، محدقين بالجن والإنس، فيكونون سبع صفوف.
) وجيء يومئذ ( يعني يوم القيامة ) بجهنم ( قال ابن مسعود : في هذه الآية تقاد جهنم بسبعين ألف زمام، كل زمام بيد سبعين ألف ملك، لها تغيط وزفير حتى تنصب عن يسار العرش ) يومئذ ( يعني يوم يجاء بجهنم ) يتذكر الإنسان ( أي يتعظ الكافر ويتوب.
) وأنى له الذكرى ( يعني أنه يظهر التوبة، ومن أين له التوبة.
) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( أي قدمت الخير، والعمل الصالح لحياتي في الآخرة التي لا موت فيها.
) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله الكافر يومئذ.
) ولا يوثق وثاقه أحد ( يعني لا يبلغ أحد من الخلق كبلاغ الله في العذاب، والوثاق هو الأسر في السلاسل، والأغلال، وقرىء لا يعذب، ولا يوثق بفتح الذال والثاء، ومعناه لا يعذب عذاب هذا الكافر أحد، ولا يوثق وثاقه أحد، وهو أمية بن خلف، وذلك لشدة كفره وعتوه.
قوله عزّ وجلّ :( يا أيتها النفس المطمئنة ( أي الثابتة على الإيمان، والإيقان، المصدقة بما قال الله تعالى، الموقنة التي قد أيقنت بالله تعالى، وبأن الله ربها، وخضعت لأمره، وطاعته، وقيل المطمئنة المؤمنة، الموقنة، وقيل هي الراضية بقضاء الله، وقيل هي الآمنة من عذاب الله، وقيل هي المطمئنة بذكر الله ؛ قيل نزلت في حمزة بن عبد المطلب