صفحة رقم ٢٥١
يعني مطبقة عليهم أبوابها لا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم.
والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.
سورة الشمس
( تفسير سورة الشمس ) وهي خمس عشرة آية وأربع وخمسون كلمة ومائتان وسبعة وأربعون حرفاً.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
الشمس :( ١ - ٤ ) والشمس وضحاها
" والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها " ( قوله عزّ وجلّ :( والشّمس وضحاها ( أي إذا بدا ضوءها والضّحى حين ترتفع الشّمس، ويصفو ضوءها، وقيل الضّحى النهار كله لأن الضحى هو نور الشمس، وهو حاصل في النهار كله، وقيل الضحى هو حر الشمس لأن حرها ونورها متلازمان، فإذا اشتد نورها قوى حرها وهذا أضعف الأقوال.
) والقمر إذا تلاها ( أي تبعها وذلك في النصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور، وقيل تلاها في الاستدارة وذلك حين يكمل ضوءه، ويستدير وذلك في اللّيالي البيض، وقيل تلاها تبعها في الطلوع، وذلك في أول ليلة من الشّهر إذا غربت الشمس ظهر الهلال فكأنه تبعها.
) والنهار إذا جلاها ( يعني جلا ظلمة الليل بضيائه وكشفها بنوره، وهو كناية عن غير مذكور لكونه معروفاً ) والليل إذا يغشاها ( أي يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق وحاصل هذه الأقسام الأربعة ترجع إلى الشمس في الحقيقة.
لأن بوجودها يكون النهار ويشتد الضحى، وبغروبها يكون الليل ويتبعها القمر.
الشمس :( ٥ - ٨ ) والسماء وما بناها
" والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها " ( ) والسماء وما بناها ( أي ومن بناها، وقيل والذي بناها فعلى هذا كأنه أقسم به وبأعظم مخلوقاته، ومعنى بناها خلقها، وقيل ما بمعنى المصدر أي والسماء وبنائها ) والأرض وما طحاها ( أي بسطها وسطحها على الماء ) ونفس وما سواها ( أي عدل خلقها وسوى أعضاءها هذا إن أريد بالنّفس الجسد وإن أريد بها المعنى القائم بالجسد فيكون معنى سواها أعطاها القوى الكثيرة كالقوة الناطقة، والسامعة والباصرة، والمفكرة، والمخيلة وغير ذلك من العلم، والفهم، وقيل إنما نكرها لأنه أراد بها النّفس الشّريفة المكلفة التي تفهم عنه خطابه، وهي نفس جميع من خلق من الإنس والجن ) فألهمها فجورها وتقواها ( قال ابن عباس : بين لها الخير والشّر وعنه علمها الطّاعة والمعصية، وعنه عرفها ما تأتي وما تتقي، وقيل ألزمها فجورها، وتقواها، وقيل وجعل فيها ذلك بتوفيقه إيّاها للتّقوى، وخذلانه إياها للفجور، وذلك لأن الله تعالى خلق في المؤمن التّقوى، وفي الكافر الفجور ( م ) عن أبي الأسود الديلي قال : قال لي عمران بن حصين أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم، ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلونه مما أتاهم به نبيهم ( ﷺ )