صفحة رقم ٢٦
روى ' أن رسول الله ( ﷺ ) نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ' وأراد به المصحف وقال الحكم وحماد وأبو حنيفة يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه لغلافه فإن قلت إذا كان الأصح أن المراد من الكتاب هو اللوح المحفوظ وأن المراد من ' لا يمسه إلا المطهرون ' هم الملائكة ولو كان المراد نفي الحدث لقال لا يمسه إلا المتطهرون من التطهر فكيف يصح قول الشافعي لا يصح للمحدث مس المصحف : قلت من قال إن الشافعي أخذه من صريح الآية حمله على التفسير الثاني وهو القول بأن المراد من الكتاب هو المصحف ومن قال أخذه من طريق الاستنباط قال المس بطهر صفة دالة على التعظيم والمس بغير طهر نوع من استهانة وهذا لا يليق بمباشرة المصحف الكريم والصحيح أنه أخذه من السنة من السنة ودليله ما تقدم من الأحاديث والله أعلم.
الواقعة :( ٨٠ - ٨٤ ) تنزيل من رب...
" تنزيل من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون " ( ) تنزيل من رب العالمين ( صفة للقرآن أي القرآن منزل من عند رب العالمين سمي المنزل تنزيلاً على اتساع اللغة يقال للمقدور قدر وللمخلوق خلق وفيه رد على من قال إن القرآن شعر أو سحر أو كهانة فقال الله تعالى بل القرآن تنزيل من رب العالمين.
قوله عز وجل :( أفبهذا الحديث ( يعني القرآن ) أنتم ( أي يا أهل مكة ) مدهنون ( قال ابن عباس مكذبون وقيل كافرون والمدهن والمداهن الكذاب والمنافق والإدهان الجري في الباطل على خلاف الظاهر هذا أصله ثم قيل للمكذب والكافر مدهن وإن صرح بالتكذيب والكفر، ) وتجعلون رزقكم ( أي حظكم ونصيبكم من القرآن ) أنكم تكذبون ( قال الحسن في هذه الآية خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب وقال جماعة من المفسرين معناه وتجعلون شكركم أنكم تكذبون أي بنعمة الله عليكم وهذا في الاستسقاء بالأنواء وذلك أنهم كانوا إذا مطروا يقولون مطرنا بنوء كذا ولا يرون ذلك المطر من فضل الله عليهم فقيل لهم أتجعلون رزقكم أي شكركم بما رزقكم التكذيب فمن نسب الإنزال إلى النجم فقد كذب برزق الله تعالى ونعمه وكذب بما جاء به القرآن والمعنى أتجعلون بدل الشكر التكذيب،
( ق ) عن يزيد بن خالد الجهني قال ( صلى بنا رسول الله ( ﷺ ) صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته


الصفحة التالية
Icon