صفحة رقم ٢٦٠
الشائنة فما بال الكفر بالصانع ' ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ' والله أعلم.
قوله عز وجل ' ) ووجدك عائلا فأغنى ( يغني فقيرا فأغناك بمال خديجة ثم بالغنائم وقيل أرضاك بما أعطاك من الرزق وهذه حقيقة الغنى
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ' ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن العرض ولكن الغنى غنى النفس ' العرض بفتح العين والراء المال ( م ) عن عبد الله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله ( ﷺ ) قال ' قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه ' وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن ابن عباس قال قال رسول الله ( ﷺ ) ' سألت ربي عز وجل مسألة وددت أني لم أكن سألته قلت يا رب إنك آتيت سليمان بن داود ملكا عظيما وآتيت فلانا كذا وفلانا كذا قال يا محمد ألم أجدك يتيما فآوتيك قلت بلى يا رب ' قال ألم أجدك ضالا فهديتك قلت بلى يا رب قال ألم أجدك عائلا فأغنيتك قلت بلى يا رب زاد في رواية ' ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك قلت بلى يا رب ' فإن قلت كيف يحسن بالجواد الكريم أن يمن بإنعامه على عبده والمن مذموم يفي صفة المخلوق فكيف يحسن بالخالق تبارك وتعالى.
قلت إنما حسن ذلك لأنه سبحانه وتعالى قصد بذلك أن يقوى قلبه وبعده بدوام نعمه عليه فظهر الفرق بين امتنان الله تعالى الممدوح وبين امتنان المخلوق المذموم لأن امتنان الله تعالى زيادة إنعامه كأنه قال مالك تقطع رجاءك عني ألست الذي ربيتك وآلآويتك وأنت يتيم صغير أتظنني تاركك ومضيعك كبيرا بل لا بد وأن أتم تعمتي عليك فقد حصل الفرق بين امتنان الخالق وامتنان المخلوق ثم أوصاه باليتامى والمساكين والفقراء فقال عز وجل )
الضحى :( ٩ - ١١ ) فأما اليتيم فلا...
" فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث " ( ) فأما اليتيم فلا تقهر ( أي لا تحقر اليتيم فقد كنت يتيماً، وقيل لا تقهره على ماله فتذهب به لضعفه، وكذا كانت العرب في الجاهلية تفعل في أمر اليتامى يأخذون أموالهم، ويظلمونهم حقوقهم روى البغوي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( ﷺ ) قال :( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ثم قال : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ويشير بأصبعيه )
( خ ) عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة، والوسطى، وفرج بينهما ) ) وأما السائل فلا تنهر ( يعني السائل على الباب يقول لا تزجره إذا سألك فقد كنت فقيراً فإما أن تطعمه وإما أن ترده رداً ليناً برفق ولا تكهر بوجهك في وجهه وقال إبراهيم بن أدهم : نعم القوم السؤال يحملون زادنا إلى الآخرة وقال إبراهيم النّخعي السّائل : يريدنا إلى الآخرة يجيء إلى باب أحدكم فيقول هل توجهون إلى أهليكم بشيء وقيل السائل هو طالب العلم