صفحة رقم ٢٧٠
عن منزلته إلى منزلة أخرى في اللّباس والطعام وغير ذلك، نزلت في أبي جهل وكان قد أصاب مالاً فزاد في ثيابه ومركبه وطعامه فذلك طغيانه ) إن إلى ربك الرجعى ( أي المرجع في الآخرة وفيه تهديد، وتحذير لهذا الإنسان من عاقبة الطغيان، ثم هو عام لكل طاغ متكبر.
العلق :( ١١ - ١٩ ) أرأيت إن كان...
" أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية كلا لا تطعه واسجد واقترب " ( ) أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى ( نزلت في أبي جهل وذلك أنه نهى النبي ( ﷺ ) عن الصّلاة ( م ) عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم، فقيل نعم فقال واللاّت والعزّى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، ولأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الله ( ﷺ ) وهو يصلي ليطأ على رقبته قال فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقيل له ما لك قال إن بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً وأجنحة فقال النبي ( ﷺ ) ( لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ) فأنزل الله هذه الآية، لا أدري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه كلا إن الإنسان ليطغى إلى قوله كلا لا تطعه قال : وأمره بما أمره به زاد في رواية، فليدع ناديه يعني قومه
( خ ) عن ابن عباس قال قال أبو جهل لئن رأيت محمداً يصلي عند البيت لأطأن على عنقه.
فبلغ ذلك رسول الله ( ﷺ ) فقال :( لو فعله لأخذته الملائكة ) زاد التّرمذي عياناً ومعنى أرأيت تعجباً للمخاطب وهو رسول الله ( ﷺ ) وفائدة التنكير في قوله عبداً تدل على أنه كامل العبودية، والمعنى أرأيت الذي ينهى أشد الخلق عبودية عن العبودية، وهذا دأبه وعادته، وقيل إن هذا الوعيد يلزم لكل من ينهى عن الصلاة عن طاعة الله تعالى، ولا يلزم منه عدم جواز المنع من الصّلاة في الدّار المغصوبة، وفي الأوقات المكروهة لأنه قد ورد النهي عن ذلك في الأحاديث الصّحيحة، ولا يلزم من ذلك أيضاً عدم جواز منع المولى عبده، والرجل زوجته عن قيام الليل، وصوم التّطوع والاعتكاف لأن ذلك استيفاء مصلحة إلا أن يأذن فيه المولى أو الزوج ) أرأيت إن كان على الهدى ( يعني العبد المنهي وهو النبي ( ﷺ ) ) أو أمر بالتقوى ( يعني في الإخلاص والوحيد ) أرأيت إن كذب ( يعني أبا جهل ) وتولى ( أي عن الإيمان وتقدير نظم الآية أرأيت الذي ينهي عبداً إذا صلى وهو على الهدى آمر بالتّقوى والنّاهي مكذب متول عن الإيمان أي أعجب من هذا ) ألم يعلم ( يعني أبا جهل ) بأن الله يرى ( يعني يرى ذلك الفعل فيجازيه به، وفيه وعيد شديد وتهديد عظيم ) كلا ( أي لا يعلم ذلك أبو جهل ) لئن لم ينته ( يعني عن إيذاء محمد ( ﷺ ) وعن تكذيبه ) لنسفعاً بالناصية ( أي لنأخذن بناصيته فلنجرنه إلى النّار، يقال سفعت بالشيء إذا أخذته وجذبته جذباً شديداً والناصية شعر مقدم الرأس والسفع الضرب أي لنضربن وجهه في النار، ولنسودن وجهه ولنذلنه ثم قال على البدل ) ناصية كاذبة خاطئة ( أي صاحبها كاذب خاطىء.