صفحة رقم ٢٨٢
في عين صاحبه يصير مثل الجبل العظيم يوم القيامة قال ابن مسعود : أحكم آية في القرآن ) فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ( وسمي رسول الله ( ﷺ ) هذه الآية الجامعة الفاذة حين سأل عن زكاة الحمير، فقال ( ما أنزل الله فيها شيئاً إلا هذه الآية الجامعة الفاذة )، ) فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ( وتصدق عمر بن الخطاب وعائشة كل واحد منهما بحبة عنب، وقالا فيها مثاقيل كثيرة، قلت إنما كان غرضهما تعليم الغير وإلا فهما من كرماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقال الربيع بن خيثم : مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السّورة فلما بلغ آخرها قال حسبي الله قد انتهت الموعظة، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.
سورة العاديات
تفسير سورة العاديات وهي مكية في قول ابن مسعود وغيره مدنية في قول ابن عباس وهي إحدى عشرة آية وأربعون كلمة ومائة وثلاثة وستون حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
العاديات :( ١ - ٤ ) والعاديات ضبحا
" والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا " ( قوله عزّ وجلّ :( والعاديات ضبحاً ( فيه قولان أحدهما، أنها الإبل في الحج قال عليّ كرم الله وجهه : هي الإبل تعدو من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى، وعنه قال كانت أول غزاة في الإسلام بدراً، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزّبير، وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف تكون العاديات ؟ فعلى هذا القول يكون معنى ضبحها مد أعناقها في السير وأصله من حركة النار في العود.
) فالموريات قدحاً ( يعني أن أخفاف الإبل ترمي بالحجارة من شدة عدوها فيضرب الحجر حجراً


الصفحة التالية
Icon