صفحة رقم ٢٩
اجعلوها في سجودكم ) أخرجه أبو داود عن حذيفة أنه صلى مع النبي ( ﷺ ) فكان يقول في ركوعه ( سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوذ ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وله عن جابر عن النبي ( ﷺ ) قال ( من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ) ( م ) عن أبي ذر قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى قال سبحان الله وبحمده )
( ق ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) هذا الحديث آخر حديث في صحيح البخاري والله أعلم.
سورة الحديد
( تفسير سورة الحديد مدنية ) ( وهي تسع وعشرون آية وخمسمائة وأربع وأربعون كلمة وألفان وأربعمائة وستة وسبعون حرفاً ).
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
الحديد :( ١ - ٥ ) سبح لله ما...
" سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور " ( قوله عز وجل :( سبح لله ما في السموات والأرض ( يعني كل ذي روح وغيره يسبح الله تعالى فتسبيح العقلاء تنزيه الله عز وجل عن كل سوء وعما لا يليق بجلاله وتسبيح غير العقلاء من ناطق وجماد اختلفوا فيه فقيل تسبيحه دلالته على صانعه فكأنه ناطق بتسبيحه وقيل تسبيحه بالقول يدل عليه قوله ) ولكن لا تفقهون تسبيحهم ( " أي قولهم والحق أن التسبيح هو القول الذي لا يصدر إلا من العاقل العارف بالله تعالى وما سوى العاقل ففي تسبيحه وجهان أحدهما أنها تدل على تعظيمه وتنزيهه والثاني أن جميع الموجودات بأسرها منقادة له يتصرف فيها كيف يشاء فإن حملنا التسبيح المذكور في الآية على القول كان المراد بقوله ما في السموات والأرض من في السموات وهم الملائكة ومسبحي الأرض وهم المؤمنون العارفون بالله وإن حملنا التسبيح على التسبيح المعنوي فجميع أجزاء السموات وما فيها من شمس وقمر ونجوم وغير ذلك وجميع ذرات الأرضين وما فيها من جبال وبحار وشجر ودواب وغيره ذلك كلها مسبحة خاشعة خاضعة لجلال عظمة الله جل جلاله وتقدست أسماؤه وصفاته منقادة له يتصرف فيها كيف يشاء.
فإن قلت قد جاء في بعض فواتح السور سبح بلفظ الماضي وفي بعضها يسبح بلفظ المضارع فما معناه.
قلت فيه إشارة إلى كون جميع الأشياء مسبحاً لله أبداً غير مختص بوقت دون وقت بل هي كانت مسبحة أبداً في الماضي وستكون مسبحة أبداً في المستقبل ) وهو العزيز ( أي الغالب الكامل القدرة الذي لا ينازعه شيء، ) الحكيم ( أي الذي جميع أفعاله على وفق الحكمة والصواب ) له ملك السموات والأرض ( أي أنه الغني عن جميع خلقه وكلهم محتاجون إليه، ) يحيي ويميت ( أي يحيي الأموات للبعث ويميت الأحياء في الدنيا ) وهو على كل شيء قدير ( قوله عز وجل :( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ( يعني هو


الصفحة التالية
Icon